jeudi 30 juin 2011

فقر

في طريق قفر مضى مسرعا وهو يتابط فقره ذات صباح باكر..وجهته السوق الاسبوعي ..نيته ان يبيع هذا الفقر الذي سئم منه أويستبدله بفقر آخر يكون اقل قرفا ..وهناك في السوق باع فقره في الباب لرجل يبدو من هيئته انه افقر منه..ثم اتجه الى داخل السوق مصمما ،وقد تخلص من فقره وقرفه، ان يستبدلهما باحسن منهما ..لعله يفرح عروسه التي لا شك ستلاحظ الفرق بين......... الفقر ،القرف السابق وبين ما سيحمله من جديد القرف،الفقر..نظر هنا وهناك ؛ ولكن سرعان ماأخذ حماسه يخبو وحلقه يجف لان كل ما رآه هو فقر اسوأ من قرفه..بحث عن الرجل الذي باعه قرفه فلم يجده ..ماذا يفعل؟لابد له من رفيق إما فقر وإما فقر.. في هذا المدى القفر الذي هو حياته ،والا كيف يعيش؟!!!السوق تفرقت بضاعتها ولم يبق الا فقر هزيل هناك لم يرغب فيه أحد تابطه صاحبنا وقال:"تعال يا رفيقي ما تبدل صاحبك غير بما أقرف منه" ..ومضى مترفقا بفقره الجديد
دامي
راى فيما يرى البهلول وهو مبلق العينين..ان اصواتا تستوي اسواطا..وانه إسوة بغيرنا نجري خائفين من الصوت قبل السوط..حفاة عراة الرأس ..ترقبنا وجوه عابسة لا تحب اللغط ولا الجلبة ..وهي تراهن على سقوط المجاذيب كما في كل الشطحات..


mardi 28 juin 2011

الانهيار

                                                     الانهيار
                                                                                                    

استيقظ كعادته على صراخ الطفل الجائع .."نوض جيب الحليب"..قال في نفسه : "مابه حليب الام؟!".حك رأسه الأصلع وفرك عينيه لاشيء في الثدي..ثدي مفلس كجيبه ..المرتبة التي ينام عليها تقصم ظهره ،و دماغه ينوء بكلكل الزجاجات اللعينة.وقفت على رأسه لم يتبين من صراخها كلمة واحدة. رآها تشير الى شيء في السقف، تعلق ناظره بالاسورة الذهبية الوحيدة المتبقية مما ورثته عن .. تفوووو لا ام لها بنت الخيرية..اغبياء من تتعلق اعينهم بالاصابع المصوبة نحو القمر..أدار زر التلفاز هذا العالم يفيض صراخا من الخليج الى جحره المتهالك، ومعلق الجزيرة القابع خلف مكتبه الفخم يقول برصانة وبرود: يستمر القصف لليوم..عدد الموتى يرتفع كانها يوميات قناص لعين..لف لفافة التبغ المتبقية بحث عن الولاعة  ..لم يجدها كل شيء مشتعل إلا لفافة التبغ ..شيء من السماء ينها ل على رؤوس الناس، شيء حارق، لكنه كالالعاب النارية..كالميدوزا جميلة لكن قاتلة.. جمال في القبح، فكر في بداية قصيدة رائقة لجمهور غائب، لفه اليأس،و تفصد جبينه عرقا وهو يرى ثقوبا في كل مكان ؛في الأرض و في الجدران وحتى في السماء..قصفت نخلة بقي جذعها واقفا.. قصيدة . رسوم والعاب أطفال تحت الحطام ..قصيدة .رجل يحمل طفلا مخرق الجسد..قصيدة.شاب ثقبت رصاصة جبينه يرفع سبابته..ربما لينعت قاتله ،وستبقى سبابته معلقة حتى نعيد القراءة من جديد..شعر.. شعر.. شعر . أحس بنفس الثقوب تغور في رأسه الأصلع.تحسس مكان الرصاصة.أحس بشيء لزج يدغدغ أصابعه وكفه، رأى دما  ثم انفجر في وجهه لغم حجب عنه الرؤية وحده صراخ امرأته سيظل مستوطنا سمعه .. رفع  سبابته وأشار نحو قاتله.. كان الثقب كبيرا في السقف وفي اتجاه السبابة كانت السماء صافية إلا من ندف غيم لا يحمل غيثا.
                                 


                                                                                   .دامي

dimanche 26 juin 2011

      مغيب...
           
عند المغيب
يجرح البحر كبد السماء
وتسرح المراكب في سهوب الماء
بلا ربان ولا مجداف
يصوب الشاعر على الشمس
ثقبا ..برأس ابرة         
تنز..من الثقب عسلا
يشرب عشاق السكون
خمرها المعتق
هناك ..نكتة سوداء
طفحت على الخد اللازوردي
أ ببغاء أسود اتعبه الرثاء ؟!
..أم نقاب سقط عن رأس صبية؟!
لا...!!
هو سواد لا كالسواد!!
نجمة تاهت عن سربها ذياك المساء
حين انتقرت صقور الفولاذ
صغارها كحبات سمسم
فشهق القمر وغاض
تراود النكتة شص الصياد
يأخذها الموج دوائس..
بعيدا ..بعيدا ..نحو الفضاء
ومن آخر شعاع..
منسل من برك الضياء
يخرج نورس  ابيض..
جناحاه مثل شراع !!
يختال..يلف حول النقطة الحزينة
يخفض جناحه  كراقص ازرق
يلف البياض على السواد ..
وفي رقصة التانغو
يلتف الجسد على الجسد
ويولد الرمادي هادرا..
غبشا.. تنحل ملاءات الالوان
ريشة..الطاووس الكئيب
الذي كان هنا قبل المغيب
تمسح عن وجه الشاعر
قبلة الشمس ..

                                     دامي

lundi 20 juin 2011

                                انتظار


غدا ألقاه بعد غياب عرشت فيه الوحشة في شقوق نفسي..  كم آنست هذا الغياب،وها هو ظهوره المفاجئ يصرخ في صمتي بقسوة الذي يختار وحده :كان الانتظار حكما قاسيا في حق عمر قصير..لماذا تنفلت الحوادث عن مداراتهاالمناسبة فتلتهمنا الفوضى..وتلسع عقارب ساعاتنا بعضها البعض،فيصير الزمن مندلقا رخوا بغير جسم ؟ وإلا لم تاتي المناسبات المميزة في الاوقات غير المناسبة ؟لو انه هاتفني اسبوعا قبل لكان احسن،اسبوع حدثت فيه اشياء كثيرة اخذت من عمري سنوات :مرض الاب المفاجئ وموته و طرد من العمل،ومشاكل مالية..تمطرنا السماء باللعنات ،ولاننا لا نفهم ما الحكمة من ذلك فإننا نقبض على شفرة النكبات ونمعن في الضغط عليها لتنغرز في الجلد اكثر. وجهي متعب وعيناي ذابلتان،كانني خارجة لتوي من كفن، حتى السحرذاته لن ينفع في اخفاء اثار الخسائر،اجسادنا كنانيش الزمن..فتحت الدولاب فصفعني فراغه المرتب بعناية متكلفة..ماذا تفعل امرأة مثلي في فراغها غير ترتيب الدولاب..والادمان على الطعام ،انا بين المطبخ والكنبة في غرفة الجلوس اظل كالمكوك،اتسع حزامي اكثرو ازداد وزني اكيد..لا بد من ثوب مناسب ، هذا ..لا ،مكشوف قليلا سيعتقد انني لبسته لاجله..لا  ..لا..هذا لونه غيرمناسب ، الالوان بوابة النفس والفاضحة لحاجاتنا الاكثر خفاء، لااريده ان يدرك كم حفر شوقي اليه ظلال الحزن في صدري ،لست بنيلوب ،ولا هو اوديسيوس ..تدور الاشياء امامي كلعبة الخيول الخشبية ،،ذكريات جميلة اخرى ذابحة ،ليال باردة، عيون فضولية، جسد موشوم بحضوره المهاجر في ليلة تنكر للذات صوب عوالم التيه،تتسارع حركة الاشياء حتى تتداخل الالوان ،لست ادري اهو الفرح أم الحزن أم الغضب أم كل هذا يصنع لحظتي الممعنة في الاضطراب والحيرة..
وهذه الاكسسوارات ، نصفها من اختيار صديقاتي أو أختي ،منذ رحل لم اعد اعرف ماذا اشتري،ولا لمن، فصرت البس واتزين للاخرين كعروس القصب..كلها اكسسوارات احتفال او فرح.. لا لن تنفع غدا . لماذا أظهر فرحي بلقائه ؟ غاب باختياره وعاد باختياره،يقول : "مثلنا حبيبتي لا يختار!!"لا ما كان عليه ان يختار وحده،ان تختار عني معناه انك تغتال ذكائي.لا شيء مناسب..الالوان مستفزة ؛الابيض اشتريته لما محا الشوق ملامح الاشياء،كان ذلك يوم عيد ميلاده..الذي قضيته وحدي في شقتياقلب الصور القديمة،البنفسجي ؟!لست طفلته ،الاصفر ؟! سيمتص حضوري، الازرق؟!لا..لا.. انه لونه المفضل..لا ..ليس له ان يعلم انني في غيابه رعيت اذواقه وتواريخه وادق تفاصيل وجهه كحارسة كنز فرعوني،ليته يعرف من غيري ،اه!كم نؤثت ايامنا بالاماني.. لواننا نستطيع اضرام النار في كل شيء ونبدأ من جديد.
اخرجت كل الفساتين والتنورات والسراويل و.و.بحركات مجنونة جنون الفكرة من اصلها ؛لماذا التقي به بعد هاته السنين؛ فلا انا هي تلك المراهقة الحالمة،ولا هو بقي على حاله..جلست وسط كومة الاشياء المتناثرة ؛الفوضى شيء خلاق..ادركت على الفور ان المشكلة ليست في عدم وجود الثوب المناسب بل هي اساسا في غياب المزاج المناسب للاختيار؛ لهذا ربما يستوحش في ظلالنا نهم الاقتناء انه الفراغ المدوي الذي يقودها الى حتف الاستهلاك شراء، أكل،افلام ..
اعدت كل الاشياء الى مكانها دون ترتيب ..اخذت فستانا اخضر..ثم ابتسمت انه الفستان الوحيد الذي اشترته دون استشارة احد لأنني احب الاخضر..او ربما لأن حياتي كانت تحتاج الى بعض الخضرة، اما هو فكان يقول الاخضر لون القباب واغطية الاولياء..
سمعت طرقا على الباب لعلها اختي .اختي تعرف كل شيء عني وعنه ،هي تعرف ايضا انني من النوع الذي لا يحسم بسرعة،كلمتها بشأن الاتصال ربما جاءت لتساعدني.هرولت الى الباب ..لم يخني حدسي.من سرعتي كان الفستان ما يزال في يدى. رمقتني بنظرة لا تخفى علي لكثرة ما الفتها..تحفر هذه النظرة في سيولامن الفجائع.. : "حكم عليه غيابيا في قضية رأي،مساس بالمقدسات ليس في مصلحته ان يدخل الى المغرب"،ابي سقط مغمى عليه نقلناه الى المشفى" "طلقني ولد الكلبة كيف نعمل لاولادي"،تعلقت عيني بعينها استجديها رصاصتي القادمة..: "رأيته !"، قالت وهي تنزع عينيها من نظري:"رايته،في بيتهم القديم ،كان يحمل طفلة،ويتأبط ذراع واحد المسلوخة ولابسة الأزرق..والله ما تلحقك حتى في الوقفة.."لم اعد اسمع ،دمدمت في فجاج نفسي نفس الريح التي طوحت بي يوم قالت لي امه ذات صباح حين سألتها عنه:والله يا بنيتي لو شاورني ما يمشي قلت له كن راجل ،وبقى بحالك بحال الاخرين،ولدي تعب، من كومسارية لاخرى البلاد قللت له صحته صبري شحال صبرنا ايام الاستعمار".
سقط الفستان سقطت عني كل اوراق التوت..قال لي في الهاتف "ستفرحين.."ليس لي فرح غيره..صرخت:لم ازرع في نفسي غير انتظارك!!"تهاويت..تناثرت كقارورة عطر اسقطتها يد منهكة لا عطر ولا آنية..
                                                            دامي

samedi 18 juin 2011

... تحدي

تحدي....
                    
قال :  كم أعشقك..!!
 قلت : شيد لي قصرا في قلبك
أسكنه..
وازرع لي شرفاته
اورادا وانوارا
واصنع من بلور نوافذه
ثم املأ ساحاته بالمسك والعنبر
اعتماد الهوى
فمتى ما لمست الطين
ينتشي القلب.. يسكر
صارخ في عروقي دم الغجر
لا أبا  لي..وامي داهية البربر
عشقي في المراجيح اركبها
فلتجعل مرقدي بين اوراق الشجر
ولترصع اثاري متى ابرحها
بالمرجان والذر والقبلٍِِ
والمواويل ، شذو البلابل ، لا تحبسها
 قد تخر القلاع لأنات الوتر
واترك شعري للريح تمشطه
وتعريني من غلالات الغيم كالماء
إن مثلي لا يكسوه غير النجم والقمر
ولتقل لي مع كل نبض اسمعه:
اني اعشق العشب يا حلوتي
كلما العشب بكعبك تعفر!
ثم..خني ...
خني ..ولو خطأ
او حلما  ...
في الحرف ...
في رفة اللحظ ..
لست انا التي تغدرها فتبكي
في ظلال الحلم الباذخ الوردي
                                   دامي


mercredi 15 juin 2011

                                     تفاصيل منسية
                                                
                                            هي....
شعرها تموجات بحر في في ليلة صيف قمرية..رجرجة حور اسلم ظله للنهر ونام ..تمايل حقل سنابل اسكرها  رحيق الشمس..عطرها خزامى او ريح خضاب في شعر امه.. راح يتهجى انسامه منذ كان ظهرها برجه الحصين ،اه ياظهر امي كيف اسلمتني لطريق عسير اخط عليه الخطو فيضيع في جحود..وينهار في كل صعود الى نقطة اللانهاية.  حين تمر ،صوب نحوها ولا تركز كثيراعلى تفاصيل بؤسك المكرور..علق احلامك المبعثرة على تناسق الجسد المرمري ـوالصق عينيك بعناصره الاكثرغدقا..لا شغل لك الان الا مراقبة صفاها ومرواها ولاتسأ ل الى اين ممشاها فليس لك متعة في السؤال ، ففي ذلك الممشي تتفتح براعيم جسدك الموقوف عن الفعل ،المصلوب على حائط الانتظار..
                                          هو.....
رغم جسده المضغوط ،وشعره الاكرد وبضع تفاصيل اخرى صنعت كينونته المندلقة،في سطوة العجز والاستسلام..إلا أن له خصلتين تجعلان الرجل مهوى افئدة الباحثات عن ظل رجل..او هكذا افهمته امه ؛اولهما انه ابن غضيفة او "ولد القابلة" ، كما يلقبه سكان الكاريان.وثانيهما:انه يملك براكتين في حي تأخذ اللقمة فيه من فم الكلب ما دام لم يتعرف ابدا على سبع،لكن سرعان ما تبين ان كل ما علمته اياه امه كان كالدواء الذي استوفى صلاحيته .شئ واحد كان متأكدا منه وهو انه رغم ايمانه فترة بما قالته امه ،فقد كان يغرق في بئر من خجل كلما فكر في مفاتحة الطيف الهارب من فيلم هندي، فيما يطرأ على قلبه من اضطراب وما يعتريه من شحوب كلما رآها تمر وهو مغروس كيقطينة في ذات الركن الذي يشهد خيبته كل مرور، كلمة واحدة، لو تطاوعه الكلمات ،ولا يجف لسانه ثم يتقصف :"احبك !!" ..اه لو انها تصيب بالسهم هذا الفؤاد الضليل، فترديه قتيلا قبل ان تحييه برشة البرد كلما افتر ثغرها عن بسمة مواسية، لا تزيده الا اشتعالا،قبل ان يبتلعها الزقاق الضيق..ويبتلعه شحوبه المقيم في انتظار احتراق جديد.
                                             هم ......
تفاصيل اجسادنا كتابة تحفظ ما قد لا نحفظه.... ومن تفاصيل الجسد اللحية، بعد الترويكا الاليمة لم ينتبه احد الى الخسارات التي لحقت الجسد في لحيته الماركسية او الجفارية..كما لم يتوقع احد ،بروز الجيل الجديد القديم من اللحي التي غزت الوجوه ، وولد القابلة كغيرة من شباب الحي، يذكراول لحية استوطنت المنطقة .لحية طويلة فوضوية مخضبة بحناء ،تغطي وجها لا يبرز منه الا انف كبير، وعينان كعيني قندس لكن نافذتان كحبتي بارود،كلما تكلم صاحبهما اغلقهما مداراة لمكرهماالفاضح.
تزوج بائع الخردة، او ابو لحية ، زهور العاقر. وسكن براكتها.ثم حول جزءا من البراكة الى مسجد صغير سرعان ما ضاق بالوافدين عليه خصوصا بعد صلاة المغرب للاستماع الى خطبه ومواعيظه، والتي ظهرت بركاتها المعجزة على ارض الواقع .ففي البداية تحولت كل النساء الى اغربة سوداءلا ترى منهن الا العيون، اماالاطفال فصاروا يعلمون عن شؤون القبر وما بعد البعث ..وقرب الساعة واشراطها اضعاف ما يعرفون عن دروسهم وامور دنياهم.ثم تطور الامر الى إقامة احتفالات غريبة في طقس بكائي جماعي  ، يلهبه  ابو لحية كلما خبا، بتذكير الناس بذنوبهم واثامهم التي اقترفوها والتي قد يقترفون..ومنهاالتفريط في العرض ،والعرض هنا شان جماعي ،ترتب عن الحرص عليه ترتيب عدة زيجات ؛ فتزوجت الشيخة الحمامة بعويفية المدمن سابقا، والمعروف بميوله الاجرامي ،بعد ان صار اليد اليمنى لابي لحية الذي كثر اتباعه، وعلت كلمته،وطالت لحي الخلق على يديه وبامره..وقصرت السبل ببنات الحي حتى فرت جليلة ؛التي لم تشأ ترك دراستها ، والالتزام بالشرع ورفضت خطبة زهور لتكون الزوجة الثانية لابي لحية،خصوصا وانها في السنة الختامية من الجامعة،وبقيت امها عرضة لتتريب ومرمى للعظات الى ان تركت البراكة هي الاخرى ورحلت .  وقد هبت ريح التغيير بالقاب عصفت بالاسماء والكنى السابقة ،فعويفية صارابو سلمة ،وأبولحية  اصبح ابوعمار،واما ابن القابلة فصار له لقب سيف الله لشدة حماسه ومثابرته في صف الصفوف وشحذ النفوس..
                              رقصة الثعبان
"امي ..انت تسمعين ولا تردين .. تاكدي انني لم اتعب  بعد لانني كلما رايتك تجدد الدم في الشرايين.." تستقرقبلتي على جبينها كل صباح، كتعويذة يومية ترعاها حتى اعود..عيناها يشع منهما نور يقول لي انها تفهمني و تدعو لي و تنتظرني كل عودة رغم المرض اللعين..لم اعرف في الدنيا غير امي ..حمامة المدن العتيقة التي فارقت عشا مخمليا في يوم برد شديد فارة بي من ظلم عظيم..اه من هذه الثقوب السوداء التي تاكل تاريخنا حتى إذا استنفذته اكلت الارواح والاجساد.. امي ليس بها داء بعينه ،وانما هو الثقب الاسود الذي كان ياكلها اكثر كلما فتحت صنبور النزف ،المسيج بالكثمان وهي تعلق على بخل زبوناتها من حديثات الاثراء "اشويني فيهم ! لا باع لا دراع ،وعملة فقي وتعطي فتوى، الله يرحمك ابابا ،ويغفر لك يا من كنت حيلة وسباب.."ماضيها االابكم هذا اورثها حرفة طباخة ذائعة الصيت..ولكنه اورثني هذا           هذا الجسد الموهوب للتيه ،وحدك تستطيع ان تكون مرساه ! وان تدخل جنائنه السرية...ساراك قريبا ..اود ان نحسم في امورنا..قبلاتي "
 كانت واقفة تنظر اليه في صمت وخوف وهو يقرأ الورقة التي اخرجها من حقيبة يدها ..لم تقاوم ،اتراه يمسها بسوء ذلك الذي لو عد ساعات انتظاره لها، لعرف ان ضياع العمربغير يقين امر مفجع..لكن انى لها ان تعلمه وهو لم يكلمها قط..ربما كان وقوفه في نفس الركن واستجداء رشة اللؤلؤ طقسه الخاص ..قال لها وعويفية يرقبهما غير بعيد :"..حرامية وزايغة..؟ّ! شوفي يا بنت الناس انا ساسترك ، تزوجيني على طاعة الله ورسول الله ، وعفى الله عما سلف ، ان الله غفور رحيم ..".. كانها صدقة ،او خدمة جليلة يقدمها لها هذا الشئ الاخرس ؟! استجمعت قوتها نزعت حقيبتها ، ثم قالت:" واذا قلت لك لا ، أهكذا يفعل الرجال؟!" تغيرت نظرته ..بدا جريحا استفز جرحه عنفا كامنا :"انت لست مخيرة ..انت منكر لا بد من تغييره.."قالت:"لا إكراه في الدين" .. وكان عوفية جاهزا بفتواه لإنهاء ما بدا جدلا وما كان له يكون. دفعها بعيدا بيده،واصدر حكمه :"انت كافرة .."ثم جر صاحبه المتعثر في برادة كبرياء امضى سنوات في صيانتها من موقف كهذا..
كل الاشياء المحروقة تتشابه ..كريهة وقبيحة ،هي شيء واحد :فحم ، حالة ما قبل الخلق..النضارة عنصر الحياة الاول وأم الجما ل في كل شيء حتى في الافكار..ايها الذي احرقت افكاره النار ،إبحث في رمادك عن عرق رطب مهما تناهى صغره وارضعه ماء الحياة حتى لا تصير فحمة منفرة ..اسفر الليل البهيم عن فحمة قيل انها جسد امرأة محترق ..لن يحمل بعد اليوم صرير الباب الحديدي حفيف اجنحة الفراش ،ولا لون التنانير التي تخلق الفرح من انتصار الرغبة على العدم..كل شيء بلون الفحم..وحدة الثقب الاسود سيمتص ما تبقى من جسد متهالك في ركن منسي ، لن يكون هناك انتظار ولا حدائق حلم تجعل الوقوف لساعات في انتظار حبيب ممكنا..
والناس كعادتهم لا يسالون الا عن التفاصيل التي تذوب الحقائق ..سؤالهم اليوم هل تجوز الصلاة على الفاجرة؟ّ!
                                                 دامي

وانت تعبر الطريق ككل مرة
انظر ،ولو مرة،لطفل يمد يده اليك
واليه تمد ايديها كل الارصفة

mardi 14 juin 2011

         مدن حزينة

هناك..هناك،في المدن الحزينة
حيث ينام الحب في حضن الضغين
ترى كفا تقتنص النجوم
فتتهاوى عن مداراتها
وتترك خلفهامترنحا خيط نور
تلعقه في نهم السنة الظلام
وتنزل النجوم مرتعشة في العيون
يطفؤها دمع مالح سجين
فتبرعم على الشفاه المشرعة للعويل
الاف الحكايات والاراجيز
ويغني الحكواتي
وفي عينيه خليط من رماد وملح:
كان يا مكان
حتى كان
بين ىكاف ونون
خلق كون من حكمة 
في قوارير من جنون
ويظل الحكواتي يدور يدور
يد..ور..
والناس من قوله في ذهول
من حلمهم
من وهمهم
يمتطون خيولا
يقطعون سهولا
يقاتلون كدون المجنون
الفعل كسيح
والمفاعيل طواحين
ويدور يدور..
وتختبئ من قناصها النجوم
ويدور يدور
كل النجوم تسقط باجل معلوم....
                       دامي

samedi 11 juin 2011

نجمة

نجمة

تسحقك الصور ؟
وتنسفك الاخبار؟
خذ قلم رصاص ،او فحمة
...وارسم على اكبر جدار
ليلا معتما
ثم ابحث في عينيك
في قصص الصغار
عن حقل النجوم ..
ولا تنتظر
اقطف واحدة
استعارة او اختلاسا
علقها على ليلك
حتى إذا اشتعل
القلم ،الفحم ،الورق
واحترق الليل
واضحى الكون غبار
ضم نجمتك
وامض
بغير نهار

دامي

mercredi 8 juin 2011




طفولة..

                                                                       الى امل مع المحبة



طفل يمد على الرصيف.. يدا
نامت على معصمها الجراح
ثقيل الخطو
لاهث النـ ...  فس
تراقبه السماء
كما تراقب الفقراء
تثبتهم بالصبر
حتى اذا الفوا البلايا
امطرتهم بالابتلاء
ولونت صبحهم بالمساء
ترى متى تكف عن نداها السماء؟؟

غريب..تائه
مثلي غريب!!
ممعن  في الازدراء
ترضعه الدروب لبن الضياع
والشقاوة والادواء
يعدّ لها اللقاء
من فراغ من غياب ،من وداع
يقترب  ثم ينأى..ثم ينسى
يدفن وجهه..
القمر الصغير.. في الهلاك
فيسقط الحجاب عن عورات الوطن
وتغوص المدية في الجرح

اتراك مثلي
يا صغيري
لا تنام
وتسهر مقروحا..تحرس عوراتنا
والناس على هذا القبح نيام؟؟
وانت
بلا فراش..
بلا حضن..
كيف تنام  ؟؟؟؟
وكيف تراك تصطاد رغم القبح حلما
تحضنه في ركنك كل مساء؟؟
ام ترى ، كيف يكون نومك
سافرا من غيرحلم؟؟
ام من يعيرك جفن طفل؟؟
حتى تنس فداحة القبح وتنام
تظل ترشف الذمامة منا
اتراها تحاصرك في الصحو وفي المنام ؟؟
من غير حلمك يا صغيري
يعيد لغصينك رواه؟؟
من أي ظهرخرجت؟؟
ماء مهان الوجود
تنط سعيدا وانت تلهو
خروفا تائه من غير شياه
او فراشةاخطأت درب الفراش
عشقت زهرا فتوهتها رباه
اقترب مني
لاتخف
وخذ..هاذي يدي
فانا مثلك
وانت مثلي
يا صغيري سلبتنا الدروب..
شهوة الانتماء
وفقدت مثلك ظهري
ولفني ثوب العراء
ابحث عن ابي في الشظايا..فلا اراه
مؤجلة الدمع.لن ازور تراه
فما رايت له نعشا
ولانامت على ظفيرتي يداه
وذات مساء حزين
باعوا بيتنا  ذات ...مساء
وليتهم حين باعوا الارض
تركوا لي..
.
.
.
السماء..
دامي


mardi 7 juin 2011


              الكاما..سوترا
            

المكان :  مركز محترم للتكوين    .......
الزمان  : في يوم زمهرير من ايام قحط جذيب  ..............
المناسبة :  كارنفال الاقنعة  ............  
دخلت المجموعة تباعا قاعة المحاضرات...عشرة رجال وامرأة  واحدة .جاس الجميع متكاسلين. وكانوا جميعا كهولا، قال  احدهم وهو يمز شفتية كانه يعصر الكلام عصرا: "معنا جنس لطيف"،اجابه آخر وكان اقرب اليه عاقدا حاجبيه كانه يريد ان ينقد ما فسد،في ادب متكلف:"هذا داخل في مقاربة النوع. وهي موضوع اللقاء ..اذكرك!!.". خيم السكون على المكان .سكون يزيد الجو احتقانا.. كان وجهها كقفى منذور للصفعات المتوالية،  يزيدها الشال السميك الذي تضعه على رأسها من غيراقتناع، اختناقا..عشرة مقابل واحدة شيء لا يزيد الامر الا توترا لماذا هي بالضبط؟ لانها الاكفأ ؟لا،  ربما لانها هي الانسب  ، بما تفتحه الكلمة من امكانيات للتاويل..لماذا هي ؟ ..كسرت زجاج الصمت الموجع فوضى الداخلين من مؤطرين وحشريين من محبي المنسبات الذين ينسحبون بعد البداية ولا يعودون الا ساعة الغذاء..تنفست الصعداء كان بينهم امرأتان ..يبدو بشكل واضح انهما اوروبيتين واحدة منهما ماتزال شابة او ربما هي فقط رفيعة ، والثانية كرجل الثلج الثخين..مرت فترة التعارف سريعة استوقفها فيها ان المكلف بالتكوين اخذ  لنفسه الحق في تقديمها بكلمات مقتضبة فظة :"....  ça c'est.."  ضحكت المراة الشابة ..اكيد من صلف الرجل، وظلت نظراتها هي باردة معلقة بالفراغ، كان كل شيء مضحكا ومبالغا فيه..بدأت الدورة على ايقاع التوتر..فتحت المراة الاخرى كرزا عليه راية كندا ،اخرجت علبة لمشابك الورق وزعتها على الكل، واحدا لكل شخص بما فيهم المنسق ،لم يبد احدمن الحاضرين أي استغتراب ..كانهم جميعاكانوا يعرفون. عجبا كيف يتلفح الجاهل بثوب اليقين الرفيع ويلعب دور الدجال القدير..المشبك في يدها ..غير ذي معنى !!ما علاقة المشبك بالاصلاح التربوي وخطط التنمية ومقاربة النوع..؟؟!!..صمت اخر يعم المكان كل مشبكه في يده.المراتان تنظران الى الجمع مبتسمتين هادئتين..  قالت الشابة ،فمالت اليها الرؤوس:والان سيدتي سادتي نبدأ بتمرين الابداع..كل واحد منكم حر في ان يصنع من مشبكه ما يريد.."نزل كلامها كالظل على رؤوس طبخها الجهل والتكبر                                                       ..بدأ كل منهم يتامل ما في يده.. حالة من الدهشة او الفضول على الاصح ،كانهم قردة الشامبانزي يراقبها شخص يحركه الفضول الخام اكثر من أي شيء اخر .كان اقصاهم في القاعةيحرك طقم اسنانه في حنق واضح لعل وراءه مشاوير اخرى اكثر اهمية من شغلة الدبوس هاته..وعلى يمينه رجل أخر لا يتوقف عن مسح صلعته التي سال شعرها الكث على لحيته في فوضى مخيفة قدم نفسه على انه استاذ فلسفة، ليس بالتاكيد على تقليعة ماركس ولكن لزوم المرحلة ،ولكل لحيته..ومن تحت نظارتين سميكتين برزت عينان كعيني ضفضع تلحسان يديها ورجليها اللتين راحتا تلعبان تحت الطاولة من ضجر ..طلبت من المؤطرة العارية الصدر والرقبة في سخاء جم تبرد معة حرقة المنع،ان تعطيها كل الدبابيس المتبقية مدتها بالعلبة وراحت تراقبها وبحركة صامتة  طلبت المكونة من الكل ان يقترب، فكت هي المشابك مشبكا مشبكا وصنعت منها اشكالا مختلفة ، معقوف مسقيم، مائل .....كانت تفعل ذلك بسرعة  تحت انظار  الحاضرين، وحين انهت. طلبت منها المكونة ان تشرح تلك الاشكال الغنية والشديدة التعقيد؟؟.أجابت وهي ترمي بالدبابيس امام الجميع:"الكماسوترا..الكاما..سوترا!!"
                                                                                             دامي 7ـ 5 ـ 2008

المنحدر

المنحدر....

"تعالي معي ستكونين بخير" ،قال لها وهو يرقبها بطرف ناظره كانه يخفي عنها شيئا لا يريدها ان تراه في تلك اللحظة الناذرة الصدق ..قفز ت الى الارض ،وقد كانامعا جالسين فوق الصور ..الذي الفا ان يجلسا ن عليه وهما يحضران لكل الامتحانات..في الجامعة او في الحياة، هو بطرقه الملتوية البالغة التعقيد وهي بصرامتها واستقامتها المعهودة.. قالت له وهي تنظر في عينيه: "آتي معك اين ؟الى اقبية نفسك الرطبة الباردة ..كم يلزمني من النسيان لاصدقك..؟؟انت تختار باصرار كل اشيائك الكثيرة وانا بسيطة،ليس لي الا نفسي ..اعتني بها. سلاما يا صديقي!!"..ابتعدت عنه في اتجاه المنحدر، ذات المنحدر الذي ياخذها دائما الى المدينة.. تبعها بعينيه من خسة او من جبن لم يقل لها شيئا ..لم تكن القضية بالغة التعقيد ..فكل الاشياء بسيطة وان كانت لها طرق ملتوية مرات كثيرة.. وهو تعلم ان لا يبذل جهذا الا بقدر النفع المنتظر .اما هي فتنزع فيه نحو ماضي السحيق كوشم جميل لم يعد يساير الموضة.
مرت سنوات الركاكة ومضغ المخ ..ركيكة سافرة القبح..اندمغت فيها الامكنة في ذاكرة نسيت اصلا علة وجودها ..مقهى باليما ..البرلمان ..ساحة البلدية فنادق السويقة الرخيصة .. لجان شعارات عيون مدرعة بالجهل والرمد ..الم جوع ،الم حر وقر.. وغابات وعود وخيبات. ونوبات اذلال مشينة.وقصص حب مجهضة على شوارع الرباط الانيقة والمعدة للاعين الحساسة..التي تتفرج كسائح من خلف زجاج ثمين.
واخيرا مقعد وثير بفرو معزى في مقر قيادة في بلدة منسية في اقليم تحت الخارطة ،او سقط من الحساب في يوم فزع عظيم..
لم تسمع ابدا عن صاحبها اإمتصته الارض ام تخطفته كلاليب السماء؟؟..ام تحول بارتقاءككل الكائنات الاصلح حسب التطور الدارويني ..؟؟ربما في لحظات ما فكرت فيه بامتعاظ شديد او بنوستالجيا ايضا ،لا تدري فلقد الفت ان تنسى عوالم شرودها السوداء في رياضة ذهنية مواضبة؛ حتى لا ينفرط عقدها الداخلي الذي ما فتئت ترممه بالتفكير في قوة الخالق وحكمته في خلقه ،حتى تحولت الى خبيرة في شؤون الدين ثم الى واعظة في المسجد اليتيم ذي السقف القصبي والفارغ على عروشه الا من عجوز لا تكف عن لوك لسانها واشياء اخرى لا تليق بمسجد عتيق..
كعادتها ..كلما عادت الى المدينة اسرعت الى المقهى الادبي لتلحق ما فاتها من شوارد الانشطة الشاهدة على احتضار جمعي .دخلت ،وككل المصادفات التي لا تحدث الا في باحات الفوضى والدمار المهلك ،كان صاحبها ينتصب على عرش المنصة ببدلة انيقة واكسسوارات مبالغ فيها ،بنظارات مذهبة يزيلها وهو يقرا، ثم يضعها وهو يرفع عينيه الى الجمهور ،و يفعل العكس تماما ،مما يثبت انها تدخل في اللباس الرسمي لمراسيم الانتفاخ، التي يبدو ان صاحبها تمرس عليها طويلا ،لما هو عليه من ثقة مبالغة ووقار مهيب..قالت مسددة لكمتها الى الذهول :"ربما يكون تغير ..لا يمكنه ان يخوض في تجربة الاحزاب ولم تكن له علاقة بهذا..نعم لا بد انه تغير""احست على إثر هذا بتراجع طاقتها السلبية ارتاحت اكثر في الجلوس..او غارت في الكرسي حتى لا يراها . وحتى وأن رآها ايعرفها ؟؟،لقد مرت سنون..انصتت اليه بكل جوارحها لعله يقول شيئا ..شيئا واحدا يقنعها بوجودها هنا او بوجوده ..مر الوقت تفوه بكلام مكرور ليس له سقف علمي ولا اخلاقي..ما هو بتحليل ولا هو بتسديد،اتحاد طلبة المغرب،الحركة الطلابية العالمية .الاحزاب القوية والمخزن المخاتل..توقير الزعماء ..الشجاعة الادبية والمسؤولية التاريخية..بناء دولة الحق واحترام القانون ..تقدير الكفاءات الحزبية..تقيا كثيرا كقط مريض.احست بالغثيان ،تدخل الشخص الجالس عن يمينه كببغاء قرصان..قال :"نشكر الاستاذ .... الذي تكبد عناء السفر رغم مشاغله الكثيرة ومسؤولياته الحزبية والاكاديمية و...."
اصبح كهفه الرطب البارد اكبر ..في حجم القاعة ..لا في حجم قارة!! احست ببرودته وزكمت انفها نثانته..احست انها تنزل المنحدر للمرة الثانية..مهرولة صوب المدينة الملتوية الدروب...

دامي 4 ـ5 ـ
2010

lundi 6 juin 2011

ضفادع وديوك


                                           

    
    قرات هذا الصباح، فيما يشبه الصدفة، وان لم يكن الامر كذلك تماما، لشخصين يسمهما القرب والبعد. يقربهما انهما يلتقيان في الاحساس الداهم بقضايا الوطن بل وأدق من ذلك إنهما يشربان من الشغب المستمر والباعث على القلق المصاحب للوجود ....وهما بعيدان لانهما وان كانا يعرفان  أن وقع الحوافر على بعضها رهين بتوفر نفس الآليات.فإنهما بالتاكيد لم يفكرا في  بعضهما حينما كتبا ما كتباه.
    كتبت الدكتورةاسماء عبد الناظر عبد الناظر على حائطها صرخة عنونتها ب: "نقيق الضفاضع" واكيد ان الضفاضع تنق، وهي تستوطن البرك الموحلة والمياه الضحلة وتستشعر سقوط المطر ولو كان مجرد قطرات فيزداد نقيقها،  علميا لحاجتها الى إناثها لان الذكور وحدها تنق. ولكن ما يهمنا نحن في العملية هو هذا التظافر المزعج الذي لا يتوقف الا إذا شعر الضفدع بخطر داهم كالخفافيش ،ساعتها فقط يتوقف عن النقيق ..إذن هل سنحتاج دوما الى أسراب الوطاويط الغريبة لننعم بهدوء البرك؟!علما ان اخطرالضفادع ليس الذي يشق سمعك نقيقه فقط بل هو ضفدع الكوكوي السام إذ تكفي نقطة من سمه لقتل    100 الف إنسان..وكم من المبدعين وكم من الطاقات قتلها سم الكوكوي اللعين المتمترس رغم صغره ورخاوة جسم، خلف الولاءات والاضرحة التي تمشي باصحابها الاحياء.. وهنا اعرج  على الشاعر العراقي شاكر لعيبي صاحب قصيدة الناس ويا لها من قصيدة!! والذي كتب ايضا مقالة عنونها ب"صياح الديكة"..هذا الشاعر الناقد الفنان المتعدد الطاقات الذي يبدو انه قضى وقتا طويلا في معارك  كثيرا ما دخلها غير عابئ بالنتائج.. لم يسلط الضوء على الديكة المتصايحين، بل وايضا عن الجهات الداعمة لهذه الصراعات والمستفيدة منها والمؤججة لها، والتي تخرج في سلوكاتها من جبة القدامة وتتشكل من موت القبيلة والجماعة والعائلة وهلم كسرا.
   هل عانى كل من الشاعرلعيبي والدكتورة اسماء من غطرسة القبح واستشراء محاربة الابداع الحر في بلدان تعاني اصلا من تقلص الحريات ؟؟اكيد لا احد يزعم العكس، وربما حصل لهما ذلك في مناسبات عدة. ولكن دعوني هنا استحضر قول الاستاذ لحسن كجيدي في المسائية العربية في مقال بعنوان"دع الضفادع تنق  ـ  بين الذات والاستبداد يقول ـ وإن في سياق سياسي ـ :" فالتحرير و التحرر هو اشتغال على الذات والفكر والواقع لمغادرة حال العجز واليقظة من السبات! بإعادة طرح الأسئلة وصوغ المشكلات أو فحص المقولات! وذلك لتجاوز الأسئلة غير المنتجة أو فضح الثنائيات المزيفة والخادعة! أو تفكيك المقولات الضيقة والأجهزة القاصرة. وهكذا فالتحرر هو امتلاك لإمكانات وجودية جديدة! تتيح للفرد إعادة ترتيب علاقات القوة بينه وبين الآخرين   "  ولا اظن الصدف وارفة الكرم الى حد الاسراف بل هي العناية التي تتحكم فيها حكمة اقوى من قدرتنا على الفهم؛ ذلك انني وفي ذات اليوم اعدت قراءة ملخص اللقاء الذي اجراه الشاعر الفذ ياسين عدنان بعد عودة برنامج مشارف مع السوسيولوج ادريس بنسعيد  وقد كان اللقاء حول تجربة 20 فبراير..وفيه تستوقفني نقطتان اساسيتان هنا :
         1ـ " ان انجع طريقة للتعامل مع دينامية 20 فبرايرهو تقديم ما سماه  الباحث بالعربون السياسي"ويريد بهذا إقدام الدولة والطبقة السياسية على سلسلة من الاجراءات السياسية من اجل رجة سياسية وسوسيولوجية، تنتهي الى التصالح بين الدولة والمجتمع.
وانا اتساءل عن دور المثقف،  في ظل الانحسار الثقافي بل والبلبلة التي عرفتها المؤسسة الثقافية منذ سقوط يغداد ،هذه المرة ليس على يد هولاكو، ولكن على يد من جرى كثير من المثقفين الذين كانوا الى عهد قريب تقدميين بامتياز،جروا لتقبيلها او على الاقل للتهليل بقدريتها التي لا ترد باعتبار ان الحداثة تتطلب محاربة كل القدامة التي تبقى  ذات معنى هولامي ، فتحوا جيوبه ليضم كل ما لا يناسب تاويلاتهم واجتهاداتهم القائمة على الانتقائية والتعسف الفكريين ، كالقول مثلا انه من غير المجدي أن انظر إلى الآخر فأرى فيه شقائي وشقوتي في حين انه مكمل لوجودي بل وضامن لاستمراره في مقابل ما يتهدد هذا الوجود..مما اترك للآخر عناية تحديده ومحاربته لا يهم بأي ثمن ولا باية كلفة نفسية وثقافية ..وقد كان من هؤلاء من يقول لا يمكن ابدا نفي التناقض كليا.
في حين عاد ت فئة اخرى من المثقفين الى قلا عها محتمية بهويات أعلنت الى عهد قريب إفلاسها الكلي ،وهي اما هوية سلفية بعمامة شرقية أو هوية سلفية بقبعة غربية..ومن صلف هؤلاء انهم خرجوا الى الشوارع للركوب على الموجة كعادتهم.وقد يكون من المحزن للعاطفيين منا ان نرى الشعارات و الصور التي حملها هؤلاء كصور شيكيفارا وشعار الاتحاد السوفياتي،او هتافهم في سرهم او جهرهم باسماء الاولياء الذين لم تتحقق ابدا كراماتهم..متخارجين كل التخارج مع شباب تشكل وعية كنبات بري انطلاقا من حاجاته اليومية ..بعيدا عن الاحزاب والسياسة،ذلك ان الطبيعة تخشى الفراغ وهو امر لم يفكر فيه لا اصحاب اليمين ولا اصحاب اليسار حينما تركوا دارهم تفلس..مساهمين بقدر كبير في سلب الشباب بطاقة هويتهم الحقيقية والتي هي ليس ادارية فقط بل احساس فعلي بالانتماء والتجدر.فراح هؤلاء يبحثون عن هويات افتراضية عادوا بها ومنها الى الواقع.
   اما الفئة الثا لثة فهي فئة المثقف الموغل في انسحاقه والذى راح يبحث في شظايا ما امضى العمر في تربيبه ،راح يبحث عن ما يؤنس به وحشته من ضروب الرفه السمج، بعيدا عن الانشغال باسئلة جادة ، مشهرا عذرا اقبح من ضياع وهو ضرورة احياء مكونات الهوية كان الذي مات يحيى أو كأن لهم معجزة موسى، مع فرق ان بقرتهم الدلول التي ذبحوها ما هي لا شرقية ولا غربية وانما هي تدر عليهم مناسبات ياكلون فيها ويشربون ..وللقارئ ان يتصفح عناوين سواد الابحاث الجامعية في الادب بالخصوص،وللقارئ ايضا ان يجيل بصره في حوارات الفضائيات واحتراق المثقف في حمأة المهرجانات..
لقد كان من المفروض ان تشكل ساحة الفعل المدني مجالا خصبا لتبلور رؤى جديدة وتصحيح مسارات معاقة..وذلك عن طريق ملامسة الواقع والاندماج في المجتمع وسيرورته والتعرف على ما يعتمل في رحمه من حركة دؤوب ترفض الموت بقوة الحياة،ولكن سبق السيف العدل وانقض على  هذا الفعل اصحاب القدامة السياسية من المحملين بعوائق وحسابات بل واسئلة خاطئة.وكان ذلك محبطا لفئات تشكلت على الهامش فتراجعت من خوفها من الكوكوي او عدم قدرتها على تحمل النقيق او الصياح والصراع المجرد من الايتيقا..لقد شكلت تحالفات الامس نقمة على الحاضر . وفي ظل عجزها وتراجع انصارها  ، وهي حقيقة اسفرت عنها صناديق الاقتراع الاخيرة تمترست هذه القوى فيما يشبه الهويات المتجاوزة والمتعارضة مع توصيفات المواطنة الحقة .
     2ـ" حركة 20 فبراير استطاعت تحرير اللغة و الفعل ورفع سقف الخوض في المحرمات" وهذا يجعلنا امام مسؤولية القول  إن المثقف مدعو هو الاخر وبشجاعة الى رفع سقف الحوار عن طريق المكاشفة وازالة الدثار عن مرحلة طبعها التوتر . وهنا ساتحدث عن نوعين من الطابوهات اولهما "العراب "الذي ظل متخفيا خلف المثقف يحركه ويوجهه مستفيدا احيانا من اسمه او من سيولته اللغوية او حتى من مهارته الاستعارية في خطابات كل همها هو تجميل القبح واخفاء الذمامة. وكأن المثقف خبير تجميل مزود دائما بالالوان الزاهية.
واماا لطابوالثاني فهوالاعتراف بان بعض المثقفين مارسوا بوعي او بدون وعي الاقصاء والعسف وبالتالي ساهموا في الهذر الثقافي والفكري عن طريق إبعاد الكفاءات او تعطيل مساراتها المهنية والعلمية . مع العلم ان الامر لم يكن دائما يقع في حدود اللياقة بل احيانا بعنف قل نظيره مما ينتج عنه اخطر مما يطفو على السطح.
   اننا نستطيع ان ننظر الى المرحلة التي نتمنى ان تصير ماضيا غير قابل للاحياء على انها لا تختلف عن صراعات ومكائد البلاطات المملوكية..مماجعل ا لسياسوي يهيمن على العلمي..فالسياسوي لا يختار من مثقفي المرحلة الا من يخدم خططه التي لا يستند فيها على رؤية علمية متكاملة بل على السرقة والانتقاء الذين يغرقانها في الشوه..
لقد اثر نقيق الضفادع  وصياح الديكةعلى  كل المجالات لان القوة لا تكون للاسف ، دائما للصواب، بل احيانا للاصوات المرتفعة والمدي الحادة ،ولذلك تربع على عروش القرار اشخاص لا علم لهم وهؤلاء خلقواحولهم ديناميةالولاء مستندين على تقلص هامش الحريات، وانتشار الامية بانواعها المتقدمة وتراجع الأخلاق، والقيم لصالح الرغبة الجامحة في الاغتناء.
انناامام مثقف مطالب اليوم من موقع المسؤولية ان يراجع اسئلته واساليبه وان وان يحرر نفسه اولامع ما تتطلبه حريته من كلفه ثقيلة ثقل التراكماتالمنذرة بالم شديد.


                                                                  دامي عمر 6 ـ 6 ـ 2011
                                            نقيق وصياح

    
    قرات هذا الصباح، فيما يشبه الصدفة، وان لم يكن الامر كذلك تماما، لشخصين يسمهما القرب والبعد. يقربهما انهما يلتقيان في الاحساس الداهم بقضايا الوطن بل وأدق من ذلك إنهما يشربان من الشغب المستمر والباعث على القلق المصاحب للوجود ....وهما بعيدان لانهما وان كانا يعرفان  أن وقع الحوافر على بعضها رهين بتوفر نفس الآليات.فإنهما بالتاكيد لم يفكرا في  بعضهما حينما كتبا ما كتباه.
    كتبت الدكتورةاسماء عبد الناظر عبد الناظر على حائطها صرخة عنونتها ب: "نقيق الضفاضع" واكيد ان الضفاضع تنق، وهي تستوطن البرك الموحلة والمياه الضحلة وتستشعر سقوط المطر ولو كان مجرد قطرات فيزداد نقيقها،  علميا لحاجتها الى إناثها لان الذكور وحدها تنق. ولكن ما يهمنا نحن في العملية هو هذا التظافر المزعج الذي لا يتوقف الا إذا شعر الضفدع بخطر داهم كالخفافيش ،ساعتها فقط يتوقف عن النقيق ..إذن هل سنحتاج دوما الى أسراب الوطاويط الغريبة لننعم بهدوء البرك؟!علما ان اخطرالضفادع ليس الذي يشق سمعك نقيقه فقط بل هو ضفدع الكوكوي السام إذ تكفي نقطة من سمه لقتل    100 الف إنسان..وكم من المبدعين وكم من الطاقات قتلها سم الكوكوي اللعين المتمترس رغم صغره ورخاوة جسم، خلف الولاءات والاضرحة التي تمشي باصحابها الاحياء.. وهنا اعرج  على الشاعر العراقي شاكر لعيبي صاحب قصيدة الناس ويا لها من قصيدة!! والذي كتب ايضا مقالة عنونها ب"صياح الديكة"..هذا الشاعر الناقد الفنان المتعدد الطاقات الذي يبدو انه قضى وقتا طويلا في معارك  كثيرا ما دخلها غير عابئ بالنتائج.. لم يسلط الضوء على الديكة المتصايحين، بل وايضا عن الجهات الداعمة لهذه الصراعات والمستفيدة منها والمؤججة لها، والتي تخرج في سلوكاتها من جبة القدامة وتتشكل من موت القبيلة والجماعة والعائلة وهلم كسرا.
   هل عانى كل من الشاعرلعيبي والدكتورة اسماء من غطرسة القبح واستشراء محاربة الابداع الحر في بلدان تعاني اصلا من تقلص الحريات ؟؟اكيد لا احد يزعم العكس، وربما حصل لهما ذلك في مناسبات عدة. ولكن دعوني هنا استحضر قول الاستاذ لحسن كجيدي في المسائية العربية في مقال بعنوان"دع الضفادع تنق  ـ  بين الذات والاستبداد يقول ـ وإن في سياق سياسي ـ :" فالتحرير و التحرر هو اشتغال على الذات والفكر والواقع لمغادرة حال العجز واليقظة من السبات! بإعادة طرح الأسئلة وصوغ المشكلات أو فحص المقولات! وذلك لتجاوز الأسئلة غير المنتجة أو فضح الثنائيات المزيفة والخادعة! أو تفكيك المقولات الضيقة والأجهزة القاصرة. وهكذا فالتحرر هو امتلاك لإمكانات وجودية جديدة! تتيح للفرد إعادة ترتيب علاقات القوة بينه وبين الآخرين   "  ولا اظن الصدف وارفة الكرم الى حد الاسراف بل هي العناية التي تتحكم فيها حكمة اقوى من قدرتنا على الفهم؛ ذلك انني وفي ذات اليوم اعدت قراءة ملخص اللقاء الذي اجراه الشاعر الفذ ياسين عدنان بعد عودة برنامج مشارف مع السوسيولوج ادريس بنسعيد  وقد كان اللقاء حول تجربة 20 فبراير..وفيه تستوقفني نقطتان اساسيتان هنا :
         1ـ " ان انجع طريقة للتعامل مع دينامية 20 فبرايرهو تقديم ما سماه  الباحث بالعربون السياسي"ويريد بهذا إقدام الدولة والطبقة السياسية على سلسلة من الاجراءات السياسية من اجل رجة سياسية وسوسيولوجية، تنتهي الى التصالح بين الدولة والمجتمع.
وانا اتساءل عن دور المثقف،  في ظل الانحسار الثقافي بل والبلبلة التي عرفتها المؤسسة الثقافية منذ سقوط يغداد ،هذه المرة ليس على يد هولاكو، ولكن على يد من جرى كثير من المثقفين الذين كانوا الى عهد قريب تقدميين بامتياز،جروا لتقبيلها او على الاقل للتهليل بقدريتها التي لا ترد باعتبار ان الحداثة تتطلب محاربة كل القدامة التي تبقى  ذات معنى هولامي ، فتحوا جيوبه ليضم كل ما لا يناسب تاويلاتهم واجتهاداتهم القائمة على الانتقائية والتعسف الفكريين ، كالقول مثلا انه من غير المجدي أن انظر إلى الآخر فأرى فيه شقائي وشقوتي في حين انه مكمل لوجودي بل وضامن لاستمراره في مقابل ما يتهدد هذا الوجود..مما اترك للآخر عناية تحديده ومحاربته لا يهم بأي ثمن ولا باية كلفة نفسية وثقافية ..وقد كان من هؤلاء من يقول لا يمكن ابدا نفي التناقض كليا.
في حين عاد ت فئة اخرى من المثقفين الى قلا عها محتمية بهويات أعلنت الى عهد قريب إفلاسها الكلي ،وهي اما هوية سلفية بعمامة شرقية أو هوية سلفية بقبعة غربية..ومن صلف هؤلاء انهم خرجوا الى الشوارع للركوب على الموجة كعادتهم.وقد يكون من المحزن للعاطفيين منا ان نرى الشعارات و الصور التي حملها هؤلاء كصور شيكيفارا وشعار الاتحاد السوفياتي،او هتافهم في سرهم او جهرهم باسماء الاولياء الذين لم تتحقق ابدا كراماتهم..متخارجين كل التخارج مع شباب تشكل وعية كنبات بري انطلاقا من حاجاته اليومية ..بعيدا عن الاحزاب والسياسة،ذلك ان الطبيعة تخشى الفراغ وهو امر لم يفكر فيه لا اصحاب اليمين ولا اصحاب اليسار حينما تركوا دارهم تفلس..مساهمين بقدر كبير في سلب الشباب بطاقة هويتهم الحقيقية والتي هي ليس ادارية فقط بل احساس فعلي بالانتماء والتجدر.فراح هؤلاء يبحثون عن هويات افتراضية عادوا بها ومنها الى الواقع.
   اما الفئة الثا لثة فهي فئة المثقف الموغل في انسحاقه والذى راح يبحث في شظايا ما امضى العمر في تربيبه ،راح يبحث عن ما يؤنس به وحشته من ضروب الرفه السمج، بعيدا عن الانشغال باسئلة جادة ، مشهرا عذرا اقبح من ضياع وهو ضرورة احياء مكونات الهوية كان الذي مات يحيى أو كأن لهم معجزة موسى، مع فرق ان بقرتهم الدلول التي ذبحوها ما هي لا شرقية ولا غربية وانما هي تدر عليهم مناسبات ياكلون فيها ويشربون ..وللقارئ ان يتصفح عناوين سواد الابحاث الجامعية في الادب بالخصوص،وللقارئ ايضا ان يجيل بصره في حوارات الفضائيات واحتراق المثقف في حمأة المهرجانات..
لقد كان من المفروض ان تشكل ساحة الفعل المدني مجالا خصبا لتبلور رؤى جديدة وتصحيح مسارات معاقة..وذلك عن طريق ملامسة الواقع والاندماج في المجتمع وسيرورته والتعرف على ما يعتمل في رحمه من حركة دؤوب ترفض الموت بقوة الحياة،ولكن سبق السيف العدل وانقض على  هذا الفعل اصحاب القدامة السياسية من المحملين بعوائق وحسابات بل واسئلة خاطئة.وكان ذلك محبطا لفئات تشكلت على الهامش فتراجعت من خوفها من الكوكوي او عدم قدرتها على تحمل النقيق او الصياح والصراع المجرد من الايتيقا..لقد شكلت تحالفات الامس نقمة على الحاضر . وفي ظل عجزها وتراجع انصارها  ، وهي حقيقة اسفرت عنها صناديق الاقتراع الاخيرة تمترست هذه القوى فيما يشبه الهويات المتجاوزة والمتعارضة مع توصيفات المواطنة الحقة .
     2ـ" حركة 20 فبراير استطاعت تحرير اللغة و الفعل ورفع سقف الخوض في المحرمات" وهذا يجعلنا امام مسؤولية القول  إن المثقف مدعو هو الاخر وبشجاعة الى رفع سقف الحوار عن طريق المكاشفة وازالة الدثار عن مرحلة طبعها التوتر . وهنا ساتحدث عن نوعين من الطابوهات اولهما "العراب "الذي ظل متخفيا خلف المثقف يحركه ويوجهه مستفيدا احيانا من اسمه او من سيولته اللغوية او حتى من مهارته الاستعارية في خطابات كل همها هو تجميل القبح واخفاء الذمامة. وكأن المثقف خبير تجميل مزود دائما بالالوان الزاهية.
واماا لطابوالثاني فهوالاعتراف بان بعض المثقفين مارسوا بوعي او بدون وعي الاقصاء والعسف وبالتالي ساهموا في الهذر الثقافي والفكري عن طريق إبعاد الكفاءات او تعطيل مساراتها المهنية والعلمية . مع العلم ان الامر لم يكن دائما يقع في حدود اللياقة بل احيانا بعنف قل نظيره مما ينتج عنه اخطر مما يطفو على السطح.
   اننا نستطيع ان ننظر الى المرحلة التي نتمنى ان تصير ماضيا غير قابل للاحياء على انها لا تختلف عن صراعات ومكائد البلاطات المملوكية..مماجعل ا لسياسوي يهيمن على العلمي..فالسياسوي لا يختار من مثقفي المرحلة الا من يخدم خططه التي لا يستند فيها على رؤية علمية متكاملة بل على السرقة والانتقاء الذين يغرقانها في الشوه..
لقد اثر نقيق الضفادع  وصياح الديكةعلى  كل المجالات لان القوة لا تكون للاسف ، دائما للصواب، بل احيانا للاصوات المرتفعة والمدي الحادة ،ولذلك تربع على عروش القرار اشخاص لا علم لهم وهؤلاء خلقواحولهم ديناميةالولاء مستندين على تقلص هامش الحريات، وانتشار الامية بانواعها المتقدمة وتراجع الأخلاق، والقيم لصالح الرغبة الجامحة في الاغتناء.
انناامام مثقف مطالب اليوم من موقع المسؤولية ان يراجع اسئلته واساليبه وان وان يحرر نفسه اولامع ما تتطلبه حريته من كلفه ثقيلة ثقل التراكماتالمنذرة بالم شديد.


                                                                  دامي عمر 6 ـ 6 ـ 2011

jeudi 2 juin 2011

                      مساء
         
مسرف في حزنك
ترقب أمك يستبيح عفافها الغجر
بنلوبي عارية النهد
مشرعة الابواب
وأنت...
تعتلى شرفتك
كالقائد المهزوم..
أو كطفل نزع الموت حضنه الرؤوم
ترقب أسقفا ..
قد ازهر فوق قرميدها الظلام
شرفات ونوافذ حزينة مقفرة
تخبئ النور من أسنةالليل..
تخبئ الحكايات من نور النهار
وحيدا كناسك
تنحل في خلوتك 
حزينا في يدك خيط القصيد
تراوده عن بدايةمحتملة
تستعصي:لا هيت لك!!..
فلا تسمع غير مواء ورغرغات معربدة
وفي آخر شارع مهجور، كمومس عجوز
يتكوم وجه الحلم التعيس
بؤسك الاخر..
وجعك المسنون كالسيف
يسلمك الليل القارص لوحدتك
كفك فارغة.. وعيناك لؤلؤتان
وفي عظامك تتهاطل الثلوج
لا يهم إن كان في فراشك امرأة
اوحتى إن كان في حضنها طفل
مادام ذات الرمح المكسور 
لا ينز من شكه الا دمك
وحيدا تئن..وحيدا تموت
المدينة مثلك غادرتها السماء
واستوطنت دروبها الكآبة
وعشعش في اقبيتها الضجر
شاحبة تفتح صدرها 
في طقس الهلاك الابدي
للسكارى والحيارى والمومسات
ليل المدينة صاخب الصمت
بديء الحكايات
متعرش الفضاء
بأنواع الضياع
ومتورم بالنفايات ..
قلبك السابح في يباب الطرقات
في جرح الذين ناموا على جرح
على جوع
على حلم رمادي مهشم الاطار
يصعد نابضا الى حلقك
تسعل من ضغط..
تتضور..
متعبا..
يعود اليك قلبك الخافت
كجرو جريح أضناه النباح
تلفه في وجوم
عبثا تحاول الرجوع
من شرودك..
من رحلة الضياع..
بعض منك تاخذه المدينة
كل مساء
بعض منك يتوه هناك
ويعود بعضك ممزق الاشلاء
بردك الضاري
ينشب فيك مخالب حروف عصية
تنتصب في ذهنك صورا
مكرورةبغير نظام
باردة كالرخام
كاعمدة معبد قديم
انتهت في قاعة مرقص ليلي
رخيص..
تنسف تلك الصور
وتعود الى صمتك المتوعد
باحثا..عنك
في حطام الاشياء
في النفس القاتل
في الرشفة السوداء
                                 دامي 2ـ6ـ2011

mercredi 1 juin 2011

                                                                حالة فقر

انا وانت..
فقيرين بغير متاع كما بدأنا 
نخيط من الاحلام اردية
ونخوض حروبا
ضد اليسار ..تارة
وضد اليمين
ونشتري في اخركل كد
كنوزا من الكتب
 وواحات شعر
ونبني على الشط قصورا من الرمل
وتفرحني منك لفافة لب
وانتشي منك بقصيدة شعر
فقيرين ..
تتبعهما اسراب حمام
وقوافل من تبر السودان
وريش نعام
وزرافات غمام
تمطرالحقول زرعا نديا
فقيرين كنا 
وفقيرين نعود
تطوقنا الاغاني 
بعيون منحناها السلام
فسافرت معنا في الحلم
من بلغراد الى كوبا
الى الفيتنام

يا صاحبي
من غيرنا اسعد
امن مات في رماده؟؟
 ام من من الرماد تجدد؟؟!!
يا صاحبي
فقيرين ..لكن 
كم سكننا الحلم 
واغنانا
وغمرت الاقمار بالنور ممشانا
وكم
ضحكنا مع الضاحكين حتى بكينا
وبكينا مع الحيارى واكتوينا
وحملنا جرح شام
وحزن مصر وحيرة الاعراب
في ممالك الشمس
ودهاليز الهمس
منذ لارونس النذير
الى صدام
الى قذفات الحقير 
في الجرح
في الوعي الحسير
فقيرين
كنا
وفقيرين نبقى ..
نشهد الزلزال بغير متاع
لا نخشى ان تسقط النجوم
ولا ان تجوع اكثر من جوعها الجياع
ولا ان يوضع في رحلناصواع
فيعقوب..لم يعد ينتظر
ويوسف قد نسي حلمه
وألبس ذنب موته للديب
                                               دامي