vendredi 22 juillet 2011


                                   النص والبيضة..!!
                        الى الذين يعرفون انك تكتب لأنك تتألم ،وتتألم لأنك حر...
التظاهرات الثقافية والمعارض الفنية والعروض المسرحية ..قليلة في مدينتي ،مدينة الملوحة والضباب.وعلى الرغم من ذلك لا ادري من أين تعلمت أن لا ادخل إلى أي نشاط فني او ثقافي الا بعد أن اقرأ أسماء أصحابه ؟!..ربما هي عادة من يدمن على المحلات التجارية الكبرى التي تعوض غياب فضاءات الخلق والإبداع!!
في ذلك اليوم المختلف قرأت في ملصق كبير : مسرحيةهزلية بعنوان:الزير أبو العريف"زير وأبو عريف؟ عنوان مثير لكاتب معروف ومخرج مغمور ،تحته كتب بخط غليظ ، ومقابله وبخط برايل (وهو خط كنت تعلمته للطوارئ ): الدخول بالمجان.
عنوان مثير لكاتب معروف، ومخرج مغمور ،ودخول بالمجان..!! همزة لا تعوض!! وهكذاوجدت نفسي داخل القاعة..مدفوعة بما يدفعك الى رفوف (منتوج اقتصادي)..كان هناك جمهور غفير ممن  دخل مثلي ، مارا كان فدلف  دون استعداد..وربما هذا ما يفسر ان الكل وقف في شكل حلقة.. بدأ العرض بصراع بين المخرج والكاتب، حول هل مشهد الرقص ضروري في مسرحية مأساوية بامتياز؟بدا الكاتب ضعيفا وعديم الحيلة ..دخنته سيجارته ولم تبق منه إلا عقبا يداس بالاحدية ..لذلك داس عليه المخرج ، وقرر   أن يكون المشهد الأول عبارة عن رقصة، وهكذا تحول المكان الى حلبة واسعة...دخلت الراقصة الحلبة ..تلبس ثوبا فاضحا هفهافا من الدانتيلا والارغانزا..ثوبا اخضر..صاح الكاتب "لا يتماشى هذا مع روح النص الثورية أريد ثوبا أحمرا"،مالت الراقصة على الكاتب،جرت ثوبها على جرحه..لفت ،هزت ،تمايست..فتقرحت أكف الجمهورمن التصفيق ،وتبين فيما بعد أن الذين يبدؤون التصفيق هم من زبانية المخرج ومستأجريه..وان الجمهور وحده كان يلعب دورا بالمجان..صاح الكاتب "توقفوا..انا الكاتب!!"مالت عليه الراقصة ميلة اخرى وهي تنتف ريش النص نتفا، بمباركة المخرج وتواطؤ الجمهور..طوقته بدراعها دارت به دورة الدراويش..ثم تركته خائرا ..نظر الى نفسه وقد هجرته العيون اللاهتة وراء خطوات الراقصة..رأى جلده يصير ورديا..ثم احمر قانيا..نظر الى الجمهور ثم الى المخرج ،كان الكل قد صار أخضر..ثم أخضر داكنا..رأى النص مثل دجاجة منتوفه يتدحرج تحت اقدام الراقصة ..ثم أقدام الجمهور..أراد أن يدلي بشهادته للتاريخ : "ما في الثوب الهفهاف سوى المخرج..والكاتب..!!!"فتح فمه..تفصد الدم من عروقه، و..:" قاقا..قاقا..قاقا.." .. باض بيضة..قرفص عليها لتصير بعد مدة  نصا ومخرجا وجمهورا..أو تصير راقصة ومخرجا وكاتبا مقهورا!!                          دامي

jeudi 21 juillet 2011


أكره القرار..       
وتندهني محطات وأسفار
فإن طوقني مقام
علوت جناح الغيم
و لألآت الانهار
واستقلت حلما..
تهدهده في الكرى
رعشة الاسحا ر
وإذا تبسم الصبح
صحبت الغزالة في المشوار
اعشق صمتي
ويدميني
لغوب الفراغ
وحزن المها
وجهل قومي
و قبضة الهمج
على معصم الأخيار
                      دامي

vendredi 15 juillet 2011

كلام مؤنث


كلام مؤنث..

في صمتي..
صفاء سريرة ..
بياض صحيفة..
ونور لم يخالجه حضور
لا..
ولم يكدره غياب
وحين ينقر المعنى الشريد
شَغَافي
ويشعل..باللثم وريدي
وحين يفض الحرف ..
عذرية الورق
ويسيل مداد
البوح
دما.. ازرقا
من جروحي
وتقضي
مني
وطرها الكلمات
أزُم الشفاه
عن رُطَب جنية
تسَّاقط ، مشتها ة
من أشجار توتي
وتتمطى
اسراري..
تفتق نشوى
حياء الجوارح
تنقش حناءها
على كل جدران
وتتلقفني..
مخلوقا زهيد الزاد
بغيردثار..
عيناك في انتظار
اما زلت هنا في انتظاري؟!!
يا عاشقي..
قد استبَحتُ عرضَك بالكلام..!!

دامي

samedi 9 juillet 2011


            حكاية..



سألت الهدهد عم رآه في البلاد التي زارها..في جولته الربيعية؛ والهدهد هذا هو  كل ما تركََته جدة كانت معجبة  بسيدنا سليمان ، فتبنت الطائر بعد يتمه.. واوكلته مهمة السارد في حكاياتها.. في زمن أخرس مشدود إلى جبال من الثلج والإردواز..
قال صاحبي الهدهد:رأيت بعيني هاتين التين يأكلهما الدود ثم تنبتان ،عقابا لي على حدة البصر..انه في البلاد البعيدة..في جغرافيا القلوب المريضة بداء البدو الذي اختفى في معركة ذي قار وعاد في الحاروراء.. مدينة سكانها أقزام لا يتجاوز الواحد منهم طول العقلة، وهم يعيشون بأقل جهد في بلادهم، يدفعون الأوساخ تحت الأفرشة، ويشربون من الماء المالح،ولا يهشون ذبابة عن وجوههم، ولا يسألون عن غد، ولا عن بعد غد، فكله غيب في غيب.. وقد كان لهم ملك لا يسألون عن عدله ولا عن جوره ،لأنه ما حكمهم غيره، ، وقد كان للملك إبنة خرساء..وكان الأقزام يحبون أميرتهم لأنهم لم يعرفوا غيرها..
وبجوار مدينة الأقزام استوطن العمالقة أرضا شديدة الخصب ، يشغلون فيها الأقزام بدون أجر على أن يمنحوهم الحماية،ممن ؟؟لا احد يعلم!!..ومع ذلك لم يكن الاقزام يبخلون بجهدهم على العمالقة ، بخلهم على أنفسهم، إما لشدة خوفهم..أو لتعودهم.. أوربما لان كثيرا منهم يعتقد اعتقادا راسخا، انها حكمة الآلهة!!
وفي ليلة من الليالي،و في حلم  أقرب إلى النبوءة..رأت الأميرة فارس أحلامها، فرف  قلبها ،وحُلّت عقدة لسانها، وفتحت فمها ، فكان أن نطقت بصوت رخيم.. ..طرب  له  الجميع وفرحوا،ولأنها رأت حبيبها بينهم ، فقد رفعت الأميرة صوتها أكثر ..وأكثر.. وأكثر !!.. سمع العمالقة غناء الأميرة، فطربوا بدورهم ،ورقصوا،وقفزوا..وهاجوا و ماجوا.. فدكوا مدينة الأقزام دكا دكا..
سكت الهدهد عن الكلام..ولم تسكت الحكاية في ذهني؛ فقلت :" وبعد ؟ لا يمكن أن تكون هذه هي النهاية!! النهايات تكون دوما سعيدة في حكايات الجدة."
قال وهو يبكي:" رحم الله الجدة بموتها. .!! فقد مال الأقزام على حبيب القزمة، فقطعوه إربا، واخرسوا أميرتهم فابتلعت غناء وبكاء ..وبدأ الهدوء يعود إلى البلاد، ولكنه هدوء مشوب بحقد وانتقام..وقرر من بقي من الأقزام  وضع دستور لما تبقى من البلاد....وحرموا فيه الحب والغناء والرقص، ولم يستفتوا فيه أحدا غير أميرتهم ، التي اعتبروا خرسها علامة على الرضا.. فتبنوه بالأغلبية المطلقة."
                                           دامي

lundi 4 juillet 2011

حينما يتكلم الشعراء باسم المرأة..يكون الامر عادي..وحينما تتكلم المرأة باسم المرأة..يستفزها بعض الرجال..فيالخيبة النساء والرجال في بعض الرجال..!!  فإالى بعض بعض الرجال..مع احترامي للرجال..:
.......
لا تخافوا..!!
فحريمكم في الحفظ والصون
لا كلمتهم ولا كلموني
ولا هم اصلا يعرفوني
ولا اعلمهم غيي
ولا القنهم جنوني،
وعفوا للنحاة
فالتذكير هنا للتعميم،
فلا اعري منهن حرفا
ولا هم  يتهموني
فذوبوا خجلا من سفه
قد بكت من حياءعيوني
فما الرياء مائي
ولا الخوف طيني
فانسلخوا عني
..غيرتكم لا تعنيني
اما الحب فبُعد مرامكم
والحب في الحشا ديني
وحبيبي مالك امري بالرضا
وحبيبي رب جنوني
وحبيبي كل المنى
وحبيبي فوق الظنون
حفظته عن قلب قلب
وسرت اليه
في كل الليالي عيوني
ثلاثين من السنين
قد وفى حين اهدى لي
زين البدور
ورجع الحنين
ورفة الحلم
وهجع السكون
ثلاثون..شعري له
وجنوني وشجوني
فما الاعراب اهلي
ولا دينهم ديني
فليحكموا ايماءهم بالحديد
وليحبسوهن في الزنازين
يامن حبهم
ككرههم
كعدلهم
كجورهم
كجبنهم
كحكمهم
متلبس
متفسخ
متعفن.. بالاوهام وبالظنون!!!
لموا حمقا..سافرا..
تُلبسوه..باطلا
كل القضايا
وكل الفنون
وتهيمون في كل واد
اعرابا ..اجلافا
بغير ملة.. ولا دين
دامي

samedi 2 juillet 2011

رسالة الى...


تعبت من عهد تقطعه
تبرمه جهرا
ثم تعود سرا تنقضه
..كلاما بسخاء تهرقه
تعدمه
ثم تعود تنظمه
تشرنقني بسداه
تعصرني برحاه
ثفالها يجمعني
طحين اوهام مبعثرة
حاصرتك..متعبا في ليلة مقمرة
وفي الحلم المخملي
تعزلني
كجندي منهزم
فما الذي يغضبك الآن ؟ّ!
الا تفهم يا رجلا... الا تفهم ؟!
انني انا الشهد والعلقم
وانا الفصيح والابكم
وانا التفاحة والارقم
يا رجلا ..إحترفني اكثر
واقرأني اكثر
او تهجني قليلا بعد
واعبر ,,أعبر...
فبحري قوارير
ورمالي تبر
وصخوري مرمر
واحبني..
من غير حد..
من غير جبن
ولا تقعد ترقيني
ودمي يتختر
والزمان يحفرني
وانت لا تشعر
اني لا اخشاك بل...
اخاف ان اثور اكثر..فاكثر..!!
                                                                                      دامي

vendredi 1 juillet 2011

زمن

الساعة تشير الى كسر كبير احدثته فيها ثورته امس وهو يكسر كل الساعات..
ماقيمة الساعة إذاكان سيكد من التعب الى ما بعد التعب.؟!.وسيمنى باجر.. لا
للساعة ولا للتعب؟!..وسيعود الى بيته خارج ازمنة الآخرين لينهار على كنبة حائلة..يغوص فيها كمركب قديم..تاكله الملح ، فمثله لا ينام بل يغيب خارج الزمن؟!... فكر معه قليلا لكي تفهم ثورته..حين يطقطق ظهرك ...تحت حمل ثقيل ..ثقيل ..تغوص في الارض حتى لا يبقى منك مايشهد على إنسانيتك..يزداد الامر بؤسا حينما يمر احدهم قربك ..لا يرى شيئا الا الساعة في معصمك ويسألك بهدوء جارح..:آآآلاخ شحال في الساعة ؟"..وقد يضيف إذا كان هو الآخر خارج الزمن ،لكن مخفف :"اريدها حسب توقيت نيوجيرزي.."..ساعتهااكسر ساعتك ..حولها الى خردة ولو كانت سويسرية الصنع لا يهم..!!!!

jeudi 30 juin 2011

فقر

في طريق قفر مضى مسرعا وهو يتابط فقره ذات صباح باكر..وجهته السوق الاسبوعي ..نيته ان يبيع هذا الفقر الذي سئم منه أويستبدله بفقر آخر يكون اقل قرفا ..وهناك في السوق باع فقره في الباب لرجل يبدو من هيئته انه افقر منه..ثم اتجه الى داخل السوق مصمما ،وقد تخلص من فقره وقرفه، ان يستبدلهما باحسن منهما ..لعله يفرح عروسه التي لا شك ستلاحظ الفرق بين......... الفقر ،القرف السابق وبين ما سيحمله من جديد القرف،الفقر..نظر هنا وهناك ؛ ولكن سرعان ماأخذ حماسه يخبو وحلقه يجف لان كل ما رآه هو فقر اسوأ من قرفه..بحث عن الرجل الذي باعه قرفه فلم يجده ..ماذا يفعل؟لابد له من رفيق إما فقر وإما فقر.. في هذا المدى القفر الذي هو حياته ،والا كيف يعيش؟!!!السوق تفرقت بضاعتها ولم يبق الا فقر هزيل هناك لم يرغب فيه أحد تابطه صاحبنا وقال:"تعال يا رفيقي ما تبدل صاحبك غير بما أقرف منه" ..ومضى مترفقا بفقره الجديد
دامي
راى فيما يرى البهلول وهو مبلق العينين..ان اصواتا تستوي اسواطا..وانه إسوة بغيرنا نجري خائفين من الصوت قبل السوط..حفاة عراة الرأس ..ترقبنا وجوه عابسة لا تحب اللغط ولا الجلبة ..وهي تراهن على سقوط المجاذيب كما في كل الشطحات..


mardi 28 juin 2011

الانهيار

                                                     الانهيار
                                                                                                    

استيقظ كعادته على صراخ الطفل الجائع .."نوض جيب الحليب"..قال في نفسه : "مابه حليب الام؟!".حك رأسه الأصلع وفرك عينيه لاشيء في الثدي..ثدي مفلس كجيبه ..المرتبة التي ينام عليها تقصم ظهره ،و دماغه ينوء بكلكل الزجاجات اللعينة.وقفت على رأسه لم يتبين من صراخها كلمة واحدة. رآها تشير الى شيء في السقف، تعلق ناظره بالاسورة الذهبية الوحيدة المتبقية مما ورثته عن .. تفوووو لا ام لها بنت الخيرية..اغبياء من تتعلق اعينهم بالاصابع المصوبة نحو القمر..أدار زر التلفاز هذا العالم يفيض صراخا من الخليج الى جحره المتهالك، ومعلق الجزيرة القابع خلف مكتبه الفخم يقول برصانة وبرود: يستمر القصف لليوم..عدد الموتى يرتفع كانها يوميات قناص لعين..لف لفافة التبغ المتبقية بحث عن الولاعة  ..لم يجدها كل شيء مشتعل إلا لفافة التبغ ..شيء من السماء ينها ل على رؤوس الناس، شيء حارق، لكنه كالالعاب النارية..كالميدوزا جميلة لكن قاتلة.. جمال في القبح، فكر في بداية قصيدة رائقة لجمهور غائب، لفه اليأس،و تفصد جبينه عرقا وهو يرى ثقوبا في كل مكان ؛في الأرض و في الجدران وحتى في السماء..قصفت نخلة بقي جذعها واقفا.. قصيدة . رسوم والعاب أطفال تحت الحطام ..قصيدة .رجل يحمل طفلا مخرق الجسد..قصيدة.شاب ثقبت رصاصة جبينه يرفع سبابته..ربما لينعت قاتله ،وستبقى سبابته معلقة حتى نعيد القراءة من جديد..شعر.. شعر.. شعر . أحس بنفس الثقوب تغور في رأسه الأصلع.تحسس مكان الرصاصة.أحس بشيء لزج يدغدغ أصابعه وكفه، رأى دما  ثم انفجر في وجهه لغم حجب عنه الرؤية وحده صراخ امرأته سيظل مستوطنا سمعه .. رفع  سبابته وأشار نحو قاتله.. كان الثقب كبيرا في السقف وفي اتجاه السبابة كانت السماء صافية إلا من ندف غيم لا يحمل غيثا.
                                 


                                                                                   .دامي

dimanche 26 juin 2011

      مغيب...
           
عند المغيب
يجرح البحر كبد السماء
وتسرح المراكب في سهوب الماء
بلا ربان ولا مجداف
يصوب الشاعر على الشمس
ثقبا ..برأس ابرة         
تنز..من الثقب عسلا
يشرب عشاق السكون
خمرها المعتق
هناك ..نكتة سوداء
طفحت على الخد اللازوردي
أ ببغاء أسود اتعبه الرثاء ؟!
..أم نقاب سقط عن رأس صبية؟!
لا...!!
هو سواد لا كالسواد!!
نجمة تاهت عن سربها ذياك المساء
حين انتقرت صقور الفولاذ
صغارها كحبات سمسم
فشهق القمر وغاض
تراود النكتة شص الصياد
يأخذها الموج دوائس..
بعيدا ..بعيدا ..نحو الفضاء
ومن آخر شعاع..
منسل من برك الضياء
يخرج نورس  ابيض..
جناحاه مثل شراع !!
يختال..يلف حول النقطة الحزينة
يخفض جناحه  كراقص ازرق
يلف البياض على السواد ..
وفي رقصة التانغو
يلتف الجسد على الجسد
ويولد الرمادي هادرا..
غبشا.. تنحل ملاءات الالوان
ريشة..الطاووس الكئيب
الذي كان هنا قبل المغيب
تمسح عن وجه الشاعر
قبلة الشمس ..

                                     دامي

lundi 20 juin 2011

                                انتظار


غدا ألقاه بعد غياب عرشت فيه الوحشة في شقوق نفسي..  كم آنست هذا الغياب،وها هو ظهوره المفاجئ يصرخ في صمتي بقسوة الذي يختار وحده :كان الانتظار حكما قاسيا في حق عمر قصير..لماذا تنفلت الحوادث عن مداراتهاالمناسبة فتلتهمنا الفوضى..وتلسع عقارب ساعاتنا بعضها البعض،فيصير الزمن مندلقا رخوا بغير جسم ؟ وإلا لم تاتي المناسبات المميزة في الاوقات غير المناسبة ؟لو انه هاتفني اسبوعا قبل لكان احسن،اسبوع حدثت فيه اشياء كثيرة اخذت من عمري سنوات :مرض الاب المفاجئ وموته و طرد من العمل،ومشاكل مالية..تمطرنا السماء باللعنات ،ولاننا لا نفهم ما الحكمة من ذلك فإننا نقبض على شفرة النكبات ونمعن في الضغط عليها لتنغرز في الجلد اكثر. وجهي متعب وعيناي ذابلتان،كانني خارجة لتوي من كفن، حتى السحرذاته لن ينفع في اخفاء اثار الخسائر،اجسادنا كنانيش الزمن..فتحت الدولاب فصفعني فراغه المرتب بعناية متكلفة..ماذا تفعل امرأة مثلي في فراغها غير ترتيب الدولاب..والادمان على الطعام ،انا بين المطبخ والكنبة في غرفة الجلوس اظل كالمكوك،اتسع حزامي اكثرو ازداد وزني اكيد..لا بد من ثوب مناسب ، هذا ..لا ،مكشوف قليلا سيعتقد انني لبسته لاجله..لا  ..لا..هذا لونه غيرمناسب ، الالوان بوابة النفس والفاضحة لحاجاتنا الاكثر خفاء، لااريده ان يدرك كم حفر شوقي اليه ظلال الحزن في صدري ،لست بنيلوب ،ولا هو اوديسيوس ..تدور الاشياء امامي كلعبة الخيول الخشبية ،،ذكريات جميلة اخرى ذابحة ،ليال باردة، عيون فضولية، جسد موشوم بحضوره المهاجر في ليلة تنكر للذات صوب عوالم التيه،تتسارع حركة الاشياء حتى تتداخل الالوان ،لست ادري اهو الفرح أم الحزن أم الغضب أم كل هذا يصنع لحظتي الممعنة في الاضطراب والحيرة..
وهذه الاكسسوارات ، نصفها من اختيار صديقاتي أو أختي ،منذ رحل لم اعد اعرف ماذا اشتري،ولا لمن، فصرت البس واتزين للاخرين كعروس القصب..كلها اكسسوارات احتفال او فرح.. لا لن تنفع غدا . لماذا أظهر فرحي بلقائه ؟ غاب باختياره وعاد باختياره،يقول : "مثلنا حبيبتي لا يختار!!"لا ما كان عليه ان يختار وحده،ان تختار عني معناه انك تغتال ذكائي.لا شيء مناسب..الالوان مستفزة ؛الابيض اشتريته لما محا الشوق ملامح الاشياء،كان ذلك يوم عيد ميلاده..الذي قضيته وحدي في شقتياقلب الصور القديمة،البنفسجي ؟!لست طفلته ،الاصفر ؟! سيمتص حضوري، الازرق؟!لا..لا.. انه لونه المفضل..لا ..ليس له ان يعلم انني في غيابه رعيت اذواقه وتواريخه وادق تفاصيل وجهه كحارسة كنز فرعوني،ليته يعرف من غيري ،اه!كم نؤثت ايامنا بالاماني.. لواننا نستطيع اضرام النار في كل شيء ونبدأ من جديد.
اخرجت كل الفساتين والتنورات والسراويل و.و.بحركات مجنونة جنون الفكرة من اصلها ؛لماذا التقي به بعد هاته السنين؛ فلا انا هي تلك المراهقة الحالمة،ولا هو بقي على حاله..جلست وسط كومة الاشياء المتناثرة ؛الفوضى شيء خلاق..ادركت على الفور ان المشكلة ليست في عدم وجود الثوب المناسب بل هي اساسا في غياب المزاج المناسب للاختيار؛ لهذا ربما يستوحش في ظلالنا نهم الاقتناء انه الفراغ المدوي الذي يقودها الى حتف الاستهلاك شراء، أكل،افلام ..
اعدت كل الاشياء الى مكانها دون ترتيب ..اخذت فستانا اخضر..ثم ابتسمت انه الفستان الوحيد الذي اشترته دون استشارة احد لأنني احب الاخضر..او ربما لأن حياتي كانت تحتاج الى بعض الخضرة، اما هو فكان يقول الاخضر لون القباب واغطية الاولياء..
سمعت طرقا على الباب لعلها اختي .اختي تعرف كل شيء عني وعنه ،هي تعرف ايضا انني من النوع الذي لا يحسم بسرعة،كلمتها بشأن الاتصال ربما جاءت لتساعدني.هرولت الى الباب ..لم يخني حدسي.من سرعتي كان الفستان ما يزال في يدى. رمقتني بنظرة لا تخفى علي لكثرة ما الفتها..تحفر هذه النظرة في سيولامن الفجائع.. : "حكم عليه غيابيا في قضية رأي،مساس بالمقدسات ليس في مصلحته ان يدخل الى المغرب"،ابي سقط مغمى عليه نقلناه الى المشفى" "طلقني ولد الكلبة كيف نعمل لاولادي"،تعلقت عيني بعينها استجديها رصاصتي القادمة..: "رأيته !"، قالت وهي تنزع عينيها من نظري:"رايته،في بيتهم القديم ،كان يحمل طفلة،ويتأبط ذراع واحد المسلوخة ولابسة الأزرق..والله ما تلحقك حتى في الوقفة.."لم اعد اسمع ،دمدمت في فجاج نفسي نفس الريح التي طوحت بي يوم قالت لي امه ذات صباح حين سألتها عنه:والله يا بنيتي لو شاورني ما يمشي قلت له كن راجل ،وبقى بحالك بحال الاخرين،ولدي تعب، من كومسارية لاخرى البلاد قللت له صحته صبري شحال صبرنا ايام الاستعمار".
سقط الفستان سقطت عني كل اوراق التوت..قال لي في الهاتف "ستفرحين.."ليس لي فرح غيره..صرخت:لم ازرع في نفسي غير انتظارك!!"تهاويت..تناثرت كقارورة عطر اسقطتها يد منهكة لا عطر ولا آنية..
                                                            دامي

samedi 18 juin 2011

... تحدي

تحدي....
                    
قال :  كم أعشقك..!!
 قلت : شيد لي قصرا في قلبك
أسكنه..
وازرع لي شرفاته
اورادا وانوارا
واصنع من بلور نوافذه
ثم املأ ساحاته بالمسك والعنبر
اعتماد الهوى
فمتى ما لمست الطين
ينتشي القلب.. يسكر
صارخ في عروقي دم الغجر
لا أبا  لي..وامي داهية البربر
عشقي في المراجيح اركبها
فلتجعل مرقدي بين اوراق الشجر
ولترصع اثاري متى ابرحها
بالمرجان والذر والقبلٍِِ
والمواويل ، شذو البلابل ، لا تحبسها
 قد تخر القلاع لأنات الوتر
واترك شعري للريح تمشطه
وتعريني من غلالات الغيم كالماء
إن مثلي لا يكسوه غير النجم والقمر
ولتقل لي مع كل نبض اسمعه:
اني اعشق العشب يا حلوتي
كلما العشب بكعبك تعفر!
ثم..خني ...
خني ..ولو خطأ
او حلما  ...
في الحرف ...
في رفة اللحظ ..
لست انا التي تغدرها فتبكي
في ظلال الحلم الباذخ الوردي
                                   دامي


mercredi 15 juin 2011

                                     تفاصيل منسية
                                                
                                            هي....
شعرها تموجات بحر في في ليلة صيف قمرية..رجرجة حور اسلم ظله للنهر ونام ..تمايل حقل سنابل اسكرها  رحيق الشمس..عطرها خزامى او ريح خضاب في شعر امه.. راح يتهجى انسامه منذ كان ظهرها برجه الحصين ،اه ياظهر امي كيف اسلمتني لطريق عسير اخط عليه الخطو فيضيع في جحود..وينهار في كل صعود الى نقطة اللانهاية.  حين تمر ،صوب نحوها ولا تركز كثيراعلى تفاصيل بؤسك المكرور..علق احلامك المبعثرة على تناسق الجسد المرمري ـوالصق عينيك بعناصره الاكثرغدقا..لا شغل لك الان الا مراقبة صفاها ومرواها ولاتسأ ل الى اين ممشاها فليس لك متعة في السؤال ، ففي ذلك الممشي تتفتح براعيم جسدك الموقوف عن الفعل ،المصلوب على حائط الانتظار..
                                          هو.....
رغم جسده المضغوط ،وشعره الاكرد وبضع تفاصيل اخرى صنعت كينونته المندلقة،في سطوة العجز والاستسلام..إلا أن له خصلتين تجعلان الرجل مهوى افئدة الباحثات عن ظل رجل..او هكذا افهمته امه ؛اولهما انه ابن غضيفة او "ولد القابلة" ، كما يلقبه سكان الكاريان.وثانيهما:انه يملك براكتين في حي تأخذ اللقمة فيه من فم الكلب ما دام لم يتعرف ابدا على سبع،لكن سرعان ما تبين ان كل ما علمته اياه امه كان كالدواء الذي استوفى صلاحيته .شئ واحد كان متأكدا منه وهو انه رغم ايمانه فترة بما قالته امه ،فقد كان يغرق في بئر من خجل كلما فكر في مفاتحة الطيف الهارب من فيلم هندي، فيما يطرأ على قلبه من اضطراب وما يعتريه من شحوب كلما رآها تمر وهو مغروس كيقطينة في ذات الركن الذي يشهد خيبته كل مرور، كلمة واحدة، لو تطاوعه الكلمات ،ولا يجف لسانه ثم يتقصف :"احبك !!" ..اه لو انها تصيب بالسهم هذا الفؤاد الضليل، فترديه قتيلا قبل ان تحييه برشة البرد كلما افتر ثغرها عن بسمة مواسية، لا تزيده الا اشتعالا،قبل ان يبتلعها الزقاق الضيق..ويبتلعه شحوبه المقيم في انتظار احتراق جديد.
                                             هم ......
تفاصيل اجسادنا كتابة تحفظ ما قد لا نحفظه.... ومن تفاصيل الجسد اللحية، بعد الترويكا الاليمة لم ينتبه احد الى الخسارات التي لحقت الجسد في لحيته الماركسية او الجفارية..كما لم يتوقع احد ،بروز الجيل الجديد القديم من اللحي التي غزت الوجوه ، وولد القابلة كغيرة من شباب الحي، يذكراول لحية استوطنت المنطقة .لحية طويلة فوضوية مخضبة بحناء ،تغطي وجها لا يبرز منه الا انف كبير، وعينان كعيني قندس لكن نافذتان كحبتي بارود،كلما تكلم صاحبهما اغلقهما مداراة لمكرهماالفاضح.
تزوج بائع الخردة، او ابو لحية ، زهور العاقر. وسكن براكتها.ثم حول جزءا من البراكة الى مسجد صغير سرعان ما ضاق بالوافدين عليه خصوصا بعد صلاة المغرب للاستماع الى خطبه ومواعيظه، والتي ظهرت بركاتها المعجزة على ارض الواقع .ففي البداية تحولت كل النساء الى اغربة سوداءلا ترى منهن الا العيون، اماالاطفال فصاروا يعلمون عن شؤون القبر وما بعد البعث ..وقرب الساعة واشراطها اضعاف ما يعرفون عن دروسهم وامور دنياهم.ثم تطور الامر الى إقامة احتفالات غريبة في طقس بكائي جماعي  ، يلهبه  ابو لحية كلما خبا، بتذكير الناس بذنوبهم واثامهم التي اقترفوها والتي قد يقترفون..ومنهاالتفريط في العرض ،والعرض هنا شان جماعي ،ترتب عن الحرص عليه ترتيب عدة زيجات ؛ فتزوجت الشيخة الحمامة بعويفية المدمن سابقا، والمعروف بميوله الاجرامي ،بعد ان صار اليد اليمنى لابي لحية الذي كثر اتباعه، وعلت كلمته،وطالت لحي الخلق على يديه وبامره..وقصرت السبل ببنات الحي حتى فرت جليلة ؛التي لم تشأ ترك دراستها ، والالتزام بالشرع ورفضت خطبة زهور لتكون الزوجة الثانية لابي لحية،خصوصا وانها في السنة الختامية من الجامعة،وبقيت امها عرضة لتتريب ومرمى للعظات الى ان تركت البراكة هي الاخرى ورحلت .  وقد هبت ريح التغيير بالقاب عصفت بالاسماء والكنى السابقة ،فعويفية صارابو سلمة ،وأبولحية  اصبح ابوعمار،واما ابن القابلة فصار له لقب سيف الله لشدة حماسه ومثابرته في صف الصفوف وشحذ النفوس..
                              رقصة الثعبان
"امي ..انت تسمعين ولا تردين .. تاكدي انني لم اتعب  بعد لانني كلما رايتك تجدد الدم في الشرايين.." تستقرقبلتي على جبينها كل صباح، كتعويذة يومية ترعاها حتى اعود..عيناها يشع منهما نور يقول لي انها تفهمني و تدعو لي و تنتظرني كل عودة رغم المرض اللعين..لم اعرف في الدنيا غير امي ..حمامة المدن العتيقة التي فارقت عشا مخمليا في يوم برد شديد فارة بي من ظلم عظيم..اه من هذه الثقوب السوداء التي تاكل تاريخنا حتى إذا استنفذته اكلت الارواح والاجساد.. امي ليس بها داء بعينه ،وانما هو الثقب الاسود الذي كان ياكلها اكثر كلما فتحت صنبور النزف ،المسيج بالكثمان وهي تعلق على بخل زبوناتها من حديثات الاثراء "اشويني فيهم ! لا باع لا دراع ،وعملة فقي وتعطي فتوى، الله يرحمك ابابا ،ويغفر لك يا من كنت حيلة وسباب.."ماضيها االابكم هذا اورثها حرفة طباخة ذائعة الصيت..ولكنه اورثني هذا           هذا الجسد الموهوب للتيه ،وحدك تستطيع ان تكون مرساه ! وان تدخل جنائنه السرية...ساراك قريبا ..اود ان نحسم في امورنا..قبلاتي "
 كانت واقفة تنظر اليه في صمت وخوف وهو يقرأ الورقة التي اخرجها من حقيبة يدها ..لم تقاوم ،اتراه يمسها بسوء ذلك الذي لو عد ساعات انتظاره لها، لعرف ان ضياع العمربغير يقين امر مفجع..لكن انى لها ان تعلمه وهو لم يكلمها قط..ربما كان وقوفه في نفس الركن واستجداء رشة اللؤلؤ طقسه الخاص ..قال لها وعويفية يرقبهما غير بعيد :"..حرامية وزايغة..؟ّ! شوفي يا بنت الناس انا ساسترك ، تزوجيني على طاعة الله ورسول الله ، وعفى الله عما سلف ، ان الله غفور رحيم ..".. كانها صدقة ،او خدمة جليلة يقدمها لها هذا الشئ الاخرس ؟! استجمعت قوتها نزعت حقيبتها ، ثم قالت:" واذا قلت لك لا ، أهكذا يفعل الرجال؟!" تغيرت نظرته ..بدا جريحا استفز جرحه عنفا كامنا :"انت لست مخيرة ..انت منكر لا بد من تغييره.."قالت:"لا إكراه في الدين" .. وكان عوفية جاهزا بفتواه لإنهاء ما بدا جدلا وما كان له يكون. دفعها بعيدا بيده،واصدر حكمه :"انت كافرة .."ثم جر صاحبه المتعثر في برادة كبرياء امضى سنوات في صيانتها من موقف كهذا..
كل الاشياء المحروقة تتشابه ..كريهة وقبيحة ،هي شيء واحد :فحم ، حالة ما قبل الخلق..النضارة عنصر الحياة الاول وأم الجما ل في كل شيء حتى في الافكار..ايها الذي احرقت افكاره النار ،إبحث في رمادك عن عرق رطب مهما تناهى صغره وارضعه ماء الحياة حتى لا تصير فحمة منفرة ..اسفر الليل البهيم عن فحمة قيل انها جسد امرأة محترق ..لن يحمل بعد اليوم صرير الباب الحديدي حفيف اجنحة الفراش ،ولا لون التنانير التي تخلق الفرح من انتصار الرغبة على العدم..كل شيء بلون الفحم..وحدة الثقب الاسود سيمتص ما تبقى من جسد متهالك في ركن منسي ، لن يكون هناك انتظار ولا حدائق حلم تجعل الوقوف لساعات في انتظار حبيب ممكنا..
والناس كعادتهم لا يسالون الا عن التفاصيل التي تذوب الحقائق ..سؤالهم اليوم هل تجوز الصلاة على الفاجرة؟ّ!
                                                 دامي

وانت تعبر الطريق ككل مرة
انظر ،ولو مرة،لطفل يمد يده اليك
واليه تمد ايديها كل الارصفة

mardi 14 juin 2011

         مدن حزينة

هناك..هناك،في المدن الحزينة
حيث ينام الحب في حضن الضغين
ترى كفا تقتنص النجوم
فتتهاوى عن مداراتها
وتترك خلفهامترنحا خيط نور
تلعقه في نهم السنة الظلام
وتنزل النجوم مرتعشة في العيون
يطفؤها دمع مالح سجين
فتبرعم على الشفاه المشرعة للعويل
الاف الحكايات والاراجيز
ويغني الحكواتي
وفي عينيه خليط من رماد وملح:
كان يا مكان
حتى كان
بين ىكاف ونون
خلق كون من حكمة 
في قوارير من جنون
ويظل الحكواتي يدور يدور
يد..ور..
والناس من قوله في ذهول
من حلمهم
من وهمهم
يمتطون خيولا
يقطعون سهولا
يقاتلون كدون المجنون
الفعل كسيح
والمفاعيل طواحين
ويدور يدور..
وتختبئ من قناصها النجوم
ويدور يدور
كل النجوم تسقط باجل معلوم....
                       دامي

samedi 11 juin 2011

نجمة

نجمة

تسحقك الصور ؟
وتنسفك الاخبار؟
خذ قلم رصاص ،او فحمة
...وارسم على اكبر جدار
ليلا معتما
ثم ابحث في عينيك
في قصص الصغار
عن حقل النجوم ..
ولا تنتظر
اقطف واحدة
استعارة او اختلاسا
علقها على ليلك
حتى إذا اشتعل
القلم ،الفحم ،الورق
واحترق الليل
واضحى الكون غبار
ضم نجمتك
وامض
بغير نهار

دامي

mercredi 8 juin 2011




طفولة..

                                                                       الى امل مع المحبة



طفل يمد على الرصيف.. يدا
نامت على معصمها الجراح
ثقيل الخطو
لاهث النـ ...  فس
تراقبه السماء
كما تراقب الفقراء
تثبتهم بالصبر
حتى اذا الفوا البلايا
امطرتهم بالابتلاء
ولونت صبحهم بالمساء
ترى متى تكف عن نداها السماء؟؟

غريب..تائه
مثلي غريب!!
ممعن  في الازدراء
ترضعه الدروب لبن الضياع
والشقاوة والادواء
يعدّ لها اللقاء
من فراغ من غياب ،من وداع
يقترب  ثم ينأى..ثم ينسى
يدفن وجهه..
القمر الصغير.. في الهلاك
فيسقط الحجاب عن عورات الوطن
وتغوص المدية في الجرح

اتراك مثلي
يا صغيري
لا تنام
وتسهر مقروحا..تحرس عوراتنا
والناس على هذا القبح نيام؟؟
وانت
بلا فراش..
بلا حضن..
كيف تنام  ؟؟؟؟
وكيف تراك تصطاد رغم القبح حلما
تحضنه في ركنك كل مساء؟؟
ام ترى ، كيف يكون نومك
سافرا من غيرحلم؟؟
ام من يعيرك جفن طفل؟؟
حتى تنس فداحة القبح وتنام
تظل ترشف الذمامة منا
اتراها تحاصرك في الصحو وفي المنام ؟؟
من غير حلمك يا صغيري
يعيد لغصينك رواه؟؟
من أي ظهرخرجت؟؟
ماء مهان الوجود
تنط سعيدا وانت تلهو
خروفا تائه من غير شياه
او فراشةاخطأت درب الفراش
عشقت زهرا فتوهتها رباه
اقترب مني
لاتخف
وخذ..هاذي يدي
فانا مثلك
وانت مثلي
يا صغيري سلبتنا الدروب..
شهوة الانتماء
وفقدت مثلك ظهري
ولفني ثوب العراء
ابحث عن ابي في الشظايا..فلا اراه
مؤجلة الدمع.لن ازور تراه
فما رايت له نعشا
ولانامت على ظفيرتي يداه
وذات مساء حزين
باعوا بيتنا  ذات ...مساء
وليتهم حين باعوا الارض
تركوا لي..
.
.
.
السماء..
دامي


mardi 7 juin 2011


              الكاما..سوترا
            

المكان :  مركز محترم للتكوين    .......
الزمان  : في يوم زمهرير من ايام قحط جذيب  ..............
المناسبة :  كارنفال الاقنعة  ............  
دخلت المجموعة تباعا قاعة المحاضرات...عشرة رجال وامرأة  واحدة .جاس الجميع متكاسلين. وكانوا جميعا كهولا، قال  احدهم وهو يمز شفتية كانه يعصر الكلام عصرا: "معنا جنس لطيف"،اجابه آخر وكان اقرب اليه عاقدا حاجبيه كانه يريد ان ينقد ما فسد،في ادب متكلف:"هذا داخل في مقاربة النوع. وهي موضوع اللقاء ..اذكرك!!.". خيم السكون على المكان .سكون يزيد الجو احتقانا.. كان وجهها كقفى منذور للصفعات المتوالية،  يزيدها الشال السميك الذي تضعه على رأسها من غيراقتناع، اختناقا..عشرة مقابل واحدة شيء لا يزيد الامر الا توترا لماذا هي بالضبط؟ لانها الاكفأ ؟لا،  ربما لانها هي الانسب  ، بما تفتحه الكلمة من امكانيات للتاويل..لماذا هي ؟ ..كسرت زجاج الصمت الموجع فوضى الداخلين من مؤطرين وحشريين من محبي المنسبات الذين ينسحبون بعد البداية ولا يعودون الا ساعة الغذاء..تنفست الصعداء كان بينهم امرأتان ..يبدو بشكل واضح انهما اوروبيتين واحدة منهما ماتزال شابة او ربما هي فقط رفيعة ، والثانية كرجل الثلج الثخين..مرت فترة التعارف سريعة استوقفها فيها ان المكلف بالتكوين اخذ  لنفسه الحق في تقديمها بكلمات مقتضبة فظة :"....  ça c'est.."  ضحكت المراة الشابة ..اكيد من صلف الرجل، وظلت نظراتها هي باردة معلقة بالفراغ، كان كل شيء مضحكا ومبالغا فيه..بدأت الدورة على ايقاع التوتر..فتحت المراة الاخرى كرزا عليه راية كندا ،اخرجت علبة لمشابك الورق وزعتها على الكل، واحدا لكل شخص بما فيهم المنسق ،لم يبد احدمن الحاضرين أي استغتراب ..كانهم جميعاكانوا يعرفون. عجبا كيف يتلفح الجاهل بثوب اليقين الرفيع ويلعب دور الدجال القدير..المشبك في يدها ..غير ذي معنى !!ما علاقة المشبك بالاصلاح التربوي وخطط التنمية ومقاربة النوع..؟؟!!..صمت اخر يعم المكان كل مشبكه في يده.المراتان تنظران الى الجمع مبتسمتين هادئتين..  قالت الشابة ،فمالت اليها الرؤوس:والان سيدتي سادتي نبدأ بتمرين الابداع..كل واحد منكم حر في ان يصنع من مشبكه ما يريد.."نزل كلامها كالظل على رؤوس طبخها الجهل والتكبر                                                       ..بدأ كل منهم يتامل ما في يده.. حالة من الدهشة او الفضول على الاصح ،كانهم قردة الشامبانزي يراقبها شخص يحركه الفضول الخام اكثر من أي شيء اخر .كان اقصاهم في القاعةيحرك طقم اسنانه في حنق واضح لعل وراءه مشاوير اخرى اكثر اهمية من شغلة الدبوس هاته..وعلى يمينه رجل أخر لا يتوقف عن مسح صلعته التي سال شعرها الكث على لحيته في فوضى مخيفة قدم نفسه على انه استاذ فلسفة، ليس بالتاكيد على تقليعة ماركس ولكن لزوم المرحلة ،ولكل لحيته..ومن تحت نظارتين سميكتين برزت عينان كعيني ضفضع تلحسان يديها ورجليها اللتين راحتا تلعبان تحت الطاولة من ضجر ..طلبت من المؤطرة العارية الصدر والرقبة في سخاء جم تبرد معة حرقة المنع،ان تعطيها كل الدبابيس المتبقية مدتها بالعلبة وراحت تراقبها وبحركة صامتة  طلبت المكونة من الكل ان يقترب، فكت هي المشابك مشبكا مشبكا وصنعت منها اشكالا مختلفة ، معقوف مسقيم، مائل .....كانت تفعل ذلك بسرعة  تحت انظار  الحاضرين، وحين انهت. طلبت منها المكونة ان تشرح تلك الاشكال الغنية والشديدة التعقيد؟؟.أجابت وهي ترمي بالدبابيس امام الجميع:"الكماسوترا..الكاما..سوترا!!"
                                                                                             دامي 7ـ 5 ـ 2008