samedi 9 juillet 2011


            حكاية..



سألت الهدهد عم رآه في البلاد التي زارها..في جولته الربيعية؛ والهدهد هذا هو  كل ما تركََته جدة كانت معجبة  بسيدنا سليمان ، فتبنت الطائر بعد يتمه.. واوكلته مهمة السارد في حكاياتها.. في زمن أخرس مشدود إلى جبال من الثلج والإردواز..
قال صاحبي الهدهد:رأيت بعيني هاتين التين يأكلهما الدود ثم تنبتان ،عقابا لي على حدة البصر..انه في البلاد البعيدة..في جغرافيا القلوب المريضة بداء البدو الذي اختفى في معركة ذي قار وعاد في الحاروراء.. مدينة سكانها أقزام لا يتجاوز الواحد منهم طول العقلة، وهم يعيشون بأقل جهد في بلادهم، يدفعون الأوساخ تحت الأفرشة، ويشربون من الماء المالح،ولا يهشون ذبابة عن وجوههم، ولا يسألون عن غد، ولا عن بعد غد، فكله غيب في غيب.. وقد كان لهم ملك لا يسألون عن عدله ولا عن جوره ،لأنه ما حكمهم غيره، ، وقد كان للملك إبنة خرساء..وكان الأقزام يحبون أميرتهم لأنهم لم يعرفوا غيرها..
وبجوار مدينة الأقزام استوطن العمالقة أرضا شديدة الخصب ، يشغلون فيها الأقزام بدون أجر على أن يمنحوهم الحماية،ممن ؟؟لا احد يعلم!!..ومع ذلك لم يكن الاقزام يبخلون بجهدهم على العمالقة ، بخلهم على أنفسهم، إما لشدة خوفهم..أو لتعودهم.. أوربما لان كثيرا منهم يعتقد اعتقادا راسخا، انها حكمة الآلهة!!
وفي ليلة من الليالي،و في حلم  أقرب إلى النبوءة..رأت الأميرة فارس أحلامها، فرف  قلبها ،وحُلّت عقدة لسانها، وفتحت فمها ، فكان أن نطقت بصوت رخيم.. ..طرب  له  الجميع وفرحوا،ولأنها رأت حبيبها بينهم ، فقد رفعت الأميرة صوتها أكثر ..وأكثر.. وأكثر !!.. سمع العمالقة غناء الأميرة، فطربوا بدورهم ،ورقصوا،وقفزوا..وهاجوا و ماجوا.. فدكوا مدينة الأقزام دكا دكا..
سكت الهدهد عن الكلام..ولم تسكت الحكاية في ذهني؛ فقلت :" وبعد ؟ لا يمكن أن تكون هذه هي النهاية!! النهايات تكون دوما سعيدة في حكايات الجدة."
قال وهو يبكي:" رحم الله الجدة بموتها. .!! فقد مال الأقزام على حبيب القزمة، فقطعوه إربا، واخرسوا أميرتهم فابتلعت غناء وبكاء ..وبدأ الهدوء يعود إلى البلاد، ولكنه هدوء مشوب بحقد وانتقام..وقرر من بقي من الأقزام  وضع دستور لما تبقى من البلاد....وحرموا فيه الحب والغناء والرقص، ولم يستفتوا فيه أحدا غير أميرتهم ، التي اعتبروا خرسها علامة على الرضا.. فتبنوه بالأغلبية المطلقة."
                                           دامي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire